تركيا ومعركة تحسين الصورة في الشرق الأوسط

أقلام – مصدر الإخبارية
تركيا ومعركة تحسين الصورة في الشرق الأوسط، بقلم الكاتب معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
تقوم تركيا هذه الأيام على ما يبدو بما يُمكن وصفه بالحملة من أجل تحسين صورتها، وهي الحملة التي باتت واضحة مع تغيير الكثير من السياسات التي تنتهجها أنقرة سياسيًا بل واستراتيجيًا أيضًا.
وخلال الفترة الأخيرة، بات واضحًا أن تركيا تعمل على تحسين علاقتها مع طرفين أساسيين بالمعادلة السياسية بالمنطقة، الأولى وهي مصر والثانية هي الإمارات العربية، بعد سنوات عديدة من التصريحات العدائية والخلافات التي وجهتها تركيا، إلى الدولتين اللتان تميزت سياستهما في التعاطي مع تركيا بالهدوء والتريث وعدم الانجرار وراء أي تصعيد محتمل.
وتزامنًا مع كل هذا قامت تركيا بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات عن السبب وراء قيام تركيا بذلك.
من أبرز هذه الأسباب على ما يبدو هو الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد، وهو الوضع الذي دفع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تحسين علاقاته مع أغنى دول منطقته، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار نقطة استراتيجية مهمة وهي أن تركيا أيضا قامت بالتقارب مع السعودية أيضًا، على الرغم مما حملته التصريحات السياسية التركية من قبل من عدائية إزاء الرياض.
وفي هذا الصدد، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى المملكة العربية السعودية، وهي الزيارة التي تعتبر الأولى منذ نحو خمس سنوات، بعد توتر ساد علاقات البلدين بسبب قضايا عدة، أبرزها مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، واتهام الرياض أنقرة باحتضان قيادات من جماعة الإخوان المسلمين.
وهنا أستعير بعضًا من التحليلات التي فسرت بها بعض من التقارير الغربية السبب وراء قيام أردوغان بذلك، حيث تأتي مساعي أردوغان لطي صفحة الخلاف مع السعودية أو غيرها من الأطراف العربية، ضمن إطار جهود إقليمية واسعة دشنها في الفترة الأخيرة لتحسين علاقة بلاده مع عدد من دول المنطقة، على رأسها مصر والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية وأثرت سلبا على الاقتصاد المحلي.
وأيا كانت النتيجة، فإن تركيا الأن باتت على شفا عهد جديد، وهو العهد الذي سيتيح لها تغيير سياساتها الاستراتيجية المختلفة، خاصة مع الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها، وهو ما يزيد من دقة ما يجري بالمشهد السياسي بالبلاد ضمن مساعي تركيا لخوض معركة تحسين الصورة.
أقرأ أيضًا: حرب التحدي الغلبة بها لفلسطين دومًا بقلم معتز خليل