الذكرى السنوية الثالثة لمسيرات العودة بالأرقام والإحصائيات

غزةمصدر الإخبارية  -مسيرات العودة

يستعد الفلسطينيون اليوم الاثنين لإحياء الذكرى الثالثة لمسيرات العودة والتي تأتي مع إحياء يوم الأرض والذي يوافق الثلاثين من مارس من كل عام .

و ألقت الأزمة التي خلقها انتشار فيروس “كورونا” بظلالها على فعاليات مسيرات العودة هذا العام ، فقد تم إلغاء فعالية “مليونية العودة” التي كانت مقررة الاثنين 30 مارس، في الذكرى السنوية لانطلاقها، التزاما من القائمين عليها بتعليمات السلامة والوقاية، لمواجهة تفشي الفيروس.

الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار كانت قد أعلنت ، السبت الماضي عن  إلغاء الفعاليات الجماهيرية التي كان من المقرر تنظيمها في الذكرى السنوية لانطلاق مسيرات العودة على حدود غزة، وذكرى يوم الأرض، واستبدالها بفعاليات احتجاجية أخرى، مطالبة،الجماهير بعدم التوجه لمخيمات العودة ، والبقاء في البيوت، حفاظاً على سلامتهم.

وستقتصر الفعاليات على رفع الأعلام الفلسطينية وحرق علم الاحتلال، وتوقف حركة السير والمواصلات لمدة ساعة يوم الاثنين الساعة 12 ظهراً، مع إطلاق صافرات الإنذار لإحياء الذكرى و قرع أجراس الكنائس والصدح بالتكبيرات من المساجد ومن شرفات وأسطح المنازل بعد صلاة المغرب.

وسيُعقد، اليوم الإثنين، مؤتمر صحافي من دون جماهير في مخيم ملكة شرقي مدينة غزة، وهو أحد مخيمات المسيرات، كما ستتمّ الدعوة إلى رفع الأعلام الفلسطينية لتأكيد التمسك بالثوابت الوطنية.

من جانبه دعا خالد البطش ، رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، إلى حرق العلم الإسرائيلي لما يمثله من ظلم واضطهاد تاريخي للشعب الفلسطيني، ولتأكيد المضي في المواجهة مع الاحتلال.

وطالب بقرع أجراس الكنائس والصدح بالتكبيرات من المساجد والمنازل في كلّ المحافظات الفلسطينية، بعد أذان المغرب من يوم الاثنين المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن مسيرات العودة وكسر الحصار، انطلقت في 30 مارس/ آذار 2018م، تزامنا مع يوم الأرض، على طول الحدود الشرقية قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي 48 ، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار المتواصل على القطاع منذ 13 عامًا.

و امتدت مسيرات العودة لقرابة 21 شهراً متتالية أسبوعياً في كل يوم جمعة في مخيمات العودة المقامة في المحافظات الخمس بقطاع غزة على الحدود الشرقية قرب السياج الفاصل بين القطاع وأراضي الـ48.

حصيلة نهائية

ووفقا لمركز الميزان لحقوق الإنسان، فإن حصيلة ضحايا الانتهاكات “الاسرائيلية” بحق المشاركين في مسيرات العودة بلغت 217 شهيداً، من بينهم (48) طفلاً، وسيدتان، و(9) من ذوي الإعاقة، و(4) مسعفين، وصحافيين اثنين، و(19237) مصاباً، من بينهم (4974) طفل، و(867) سيدة وبلغ عدد مرات استهداف الطواقم الصحفية (249) مرة، أسفرت عن إصابة (173) صحافيا، تكرر إصابة (43) منهم أكثر من مرة.

وأصدر مركز الميزان بمناسبة الذكرى السنوية لمسيرات العودة تقريراً حول انتهاكات قوات الاحتلال “الإسرائيلي” بحق المشاركين في مسيرات العودة ورفع الحصار عن قطاع غزة خلال الفترة الممتدة من (30 آذار 2018، وحتى 28 آذار 2020).

وشمل التقرير مجموعة من الحقائق، التي تظهر انتهاكات قوات الاحتلال الصهيوني بحق المشاركين السلميين في مسيرات العودة. كما يتضمن أعداد الضحايا من الأطفال والنساء، وأفراد الطواقم الطبية والصحافيين.

وأكد الميزان أن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت وعلى مدار عامين انتهاكات خطيرة وجسيمة بحق المدنيين المشاركين في الاحتجاجات السلمية في قطاع غزة، من خلال استخدامها للقوة المفرطة والمميتة تجاههم، وتعمد إيقاع الأذى في صفوفهم، في حين لم يشكل المشاركين أي تهديد على حياة أفراد تلك القوات.

كما أظهر التقرير صوراً من انتهاكات قوات الاحتلال لمبادئ القانون الدولي ومعايير الأمم المتحدة الخاصة في استخدام الأسلحة النارية، وانتهاكها للحق في الحياة والسلامة البدنية للمدنيين بشكل عام، وللأطفال والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة والطواقم الطبية والصحافيين على وجه الخصوص، وإيقاع الأذى الجسدي البليغ في صفوفهم

وتسببت هذه الانتهاكات في إعاقات دائمة لعشرات من المدنيين في قطاع غزة .

وتفيد المعلومات الميدانية في توثيق مركز الميزان، بأنّ قوات الاحتلال استمرت في ارتكاب الانتهاكات المنظمة المتمثلة في استخدام القوة المفرطة والمميتة بحق المشاركين في مسيرات العودة من المدنيين العّزل، على الرغم من عدم تشكيلهم خطراً على حياة أفراد تلك القوات .

حيث وثق المركز منذ تاريخ بدء المسيرات وحتى وقت إصدار التقرير تعرض (217) من المشاركين في المسيرات للقتل، في حين تعرض (19237) من المتظاهرين للإصابة بمن فيهم أطفال ونساء ومسعفين وصحافيين وذوي إعاقة، كما لحقت إصابات بالغة في صفوف المتظاهرين أدت إلى إحالة العشرات منهم لخانة ذوي الإعاقة، في ظروف تشير بما لا يقبل الشك على ارتكاب جرائم خطيرة.

هل ستتوقف مسيرات العودة بشكل كامل ؟

ويرى مراقبون أن القرار المفاجئ بوقف هذه المسيرات مؤقتاً، وأن الهدف من اعتماد الشكل الجديد للمسيرات بدءاً من 30 آذار (مارس) 2020، مؤشراً على  توقفها بشكل كامل.

فيما رحب الإعلام الإسرائيلي، بقرار ايقاف مسيرات العودة ربطا بمؤشرات على أن قطاع غزة ذاهب نحو تهدئة طويلة مرغوبة إسرائيلياً .

ويحيي الفلسطينيون، في الثلاثين من مارس/آذار من كل عام، في الداخل والشتات- ذكرى يوم الأرض الخالد، حيث جرت أول مواجهة مباشرة بين الفلسطينيين من جهة، والمؤسسة الإسرائيلية منذ عام 1948؛ كانت نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء الفلسطينيين؛ بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل .

وذلك بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل؛ بهدف بناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة، تحت مسمى (مشروع تطوير الجليل).