المعركة على القدس

المعركة على القدس مستمرة

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذا المقال بعنوان”المعركة على القدس مستمرة” بقلم/ نضال محمد وتد

لا يشكك أحد من الفلسطينيين، ولا من المؤيدين لهم، على قلتهم بين الأنظمة العربية، بخلاف الشعوب العربية قاطبة، في أن “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية المقررة يوم غد، مع توصية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعدم تغيير مسارها، تُبيّن حجم القلق الإسرائيلي من حجم التصدي الشعبي الفلسطيني، وخصوصًا في القدس المحتلة، لمخططات التهويد الإسرائيلية المتصاعدة.
تلك المخططات لم تتوقف منذ حرب حزيران(يونيو) 1967 واحتلال الشطر الشرقي من المدينة، بعد أن كانت احتلت الشطر الغربي منها خلال حرب النكبة.

ويبدو أن هذه المسيرات الاستفزازية، التي تعطي اليمين الفاشي في إسرائيل فرصة المزايدة على اليسار في مسألة الاعتزاز بالعلم ورفعه في “العاصمة الأبدية”، كشفت مرة أخرى حقيقة هذا اليسار، وكونه الأشد تطرفًا في كل ما يتعلق بالإبقاء على الشطر الشرقي من القدس، وتحديدًا الحرم القدسي والبلدة القديمة، تحت سيطرة الاحتلال.

فوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار-ليف اعتبر، في اتصاله مع السفير الأميركي لدى تل أبيب، توماس نايدس، هذه المهمة جزءًا من ميراثه العائلي، عندما قال له “لا تنسَ أن من أصدر أمر احتلال البلدة القديمة هو والدي” (الجنرال حاييم بار-ليف الذي كان نائبًا لرئيس أركان جيش الاحتلال في حرب حزيران(يونيو) 1967).

هذا الميراث الذي يحمله الوزير الإسرائيلي كإرث شخصي يمثّل عند كل ما يسمى باليسار الإسرائيلي العصر الذهبي لهذا اليسار، الذي توّج مساره التاريخي من إقامة إسرائيل وتأسيسها بمذابح فظيعة، واختتمه عمليًا في احتلال البلدة القديمة، وبدء عمليات التطهير العرقي فيها، بدءا من هدم باب المغاربة، مرورًا بقرار حكومة ليفي أشكول “توحيد القدس”، وانتهاء باتفاقيات أوسلو، المصيدة الأكبر للفلسطينيين، بترحيل ملف القدس إلى مفاوضات الحل النهائي، وترحيل المنظمة وسلطتها إلى رام الله، وفتح دوائر حكم في العيزرية وأبو ديس بديلًا عن القدس.

لكن الهبّة الشعبية، التي انطلقت من باب العامود في رمضان العام الماضي وتجددت هذا العام، أسقطت كل “ما أنجزته” دولة الاحتلال في هذا الباب. كما أسقطت كل الحلول “الإبداعية البديلة” التي تغنّى بها بعض القياديين الفلسطينيين في برامج ومبادرات مختلفة، أخطرها مبادرة اليسار الإسرائيلي المسماة “مبادرة جنيف“.

لا يمكن لأحد أن يتكهن كيف ستتطور الأمور في القدس غدًا الأحد، لكن الاستنفار الإسرائيلي بهذا الشكل الذي تبرزه وسائل الإعلام الإسرائيلية يدل أن المعركة على المدينة لم تنته ولن تنتهي ما دام الاحتلال باقيًا.

Exit mobile version