مراقب فلسطين بالأمم المتحدة: نحن نقتل بسبب هويتنا الفلسطينية

نيويورك- مصدر الإخبارية

ذكر المندوب المراقب لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، نحن الفلسطينيين لا نقتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب ما نفعله، بل بسبب هويتنا الفلسطينية نحن لا نُقتل بالخطأ، ولكن كجزء من مخطط كبير، يهدف إلى التأكد من أننا جميعًا نفهم أنه لا يوجد أحد في مأمن.

وتابع منصور: “إذا كنت فلسطينياً، فأنت هدف مشروع، ويمكن لاحتلال أن يقرر ما إذا كنت ستعيش أو تموت ولا حصانة لأي فلسطيني، وإفلات كامل من العقاب لكل إسرائيلي ومع ذلك، يشعر البعض بالقلق على أمن الاحتلال، في حين لا ينعم فلسطيني واحد بالأمان في أي مكان.

وتابع: “عندما نتحدث عن التهجير القسري، أريدكم أن تتخيلوا الأسرة التي تعيش في خوف دائم بسبب اقتلاعها من منزلها، والكوابيس التي تطارد أطفالها، وهو ما يحدث الآن في مسافر يطا، وتخيلوا أنكم والدا غيث يامين، الفتى الذي يبلغ من العمر 16 عامًا والذي كتب بالفعل في هذه السن المبكرة وصيته، تخيلوا كيف ستشعرون بعد أن أطلق الاحتلال النار عليه، وكتب في وصيته: إذا كنت سأموت فلا تضعوني في الثلاجة، فلا أحب البرد واعثروا لي على مكان لدفني إلى جانب الأطفال الآخرين، فأنا لا أحب أن أكون وحدي”.

وأشار إلى أن أطفالنا يتعرضون للقتل والاعتقال والتشريد والمضايقة كل يوم، فمن يحميهم من حرب يشنها الاحتلال ضد جيل فلسطيني تلو الآخر.

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه العدوان والضم والاحتلال منذ عقود، متسائلًا: “متى نتوقع أن تصلنا الشحنة القادمة من الأسلحة للدفاع عن أنفسنا وأرضنا؟ ما هي الدفعة التالية من العقوبات التي سيتم فرضها على إسرائيل؟ متى ستتم زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وكم عدد المحققين الذين نتوقعهم؟ متى ستنعقد القمة المقبلة حول المساءلة وهل نتوقع المزيد من التعهدات بتوفير موارد غير محدودة وإرادة سياسية لمحاسبة إسرائيل؟”.

وأردف “هذا هو الواقع الذي يعيشه شعبنا كل يوم: التهجير القسري، والتجريد من الملكية، والحرمان من الحقوق، والتمييز، والموت. نحن الفلسطينيون نحاول، من يوم ولادتنا إلى يوم موتنا وما بعده، إيجاد الحياة في مكان ما بينهما، ولا توجد عواقب لمن يتسببون في مثل هذا الألم والمعاناة لملايين الفلسطينيين. وكيف تعتقدون أن إسرائيل ستغير سلوكها طالما المجتمع الدولي لم يحرك ساكنًا؟”.

وضع منصور قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة مرة أخرى أمام مجلس الأمن، قائلًا: “شيرين كانت شخصًا استثنائياً لكن قتلها من قبل الاحتلال للأسف ليس استثناءً فاستمرت في سرد قصص شعبها على أمل أن تساعد بطريقة ما في تغيير مجرى التاريخ”.

وأشار مراقب فلسطين بالأمم المتحدة إلى أنّ قصة مقتل شيرين هي نفس القصة التي كانت تنقلها الفرق هو أن العالم هذه المرة عرف الضحية نحن لا نُقتل بسبب ما نفعله، بل بسبب هويتنا، ولكن كجزء من مخطط كبير، يهدف إلى التأكد من أننا جميعًا نفهم أنه لا يوجد أحد في مأمن، حتى نعيش مع الخوف والاستسلام.

وأكد أن اغتيال أبو عاقلة كشف للعالم عن نمط ندينه منذ فترة طويلة، وهو نمط استهداف الصحفيين الفلسطينيين، مع إفلات تام من العقاب، حيث تقوم “إسرائيل” بشكل منهجي بقتل واحتجاز ومضايقة وترهيب ومهاجمة الصحفيين، ومنذ بداية العام، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 40 صحفيًا.

واستذكر أنه في السنوات العشرين الماضية، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 20 صحفيًا فلسطينيًا ولم يُحاسب أحد على عمليات القتل، ويأتي شيرين أيضًا على خلفية الذكرى الأولى لقصف “إسرائيل” لبرج الجلاء الذي يضم وكالة أسوشيتد برس وقناة الجزيرة وغيرها، ذلك خلال هجومها على غزة المحتلة المحاصرة، كما أننا نحيي الذكرى الرابعة لمسيرة العودة الكبرى في غزة، حيث قتل قناصة إسرائيليون أكثر من 214 فلسطينيًا، من بينهم الصحفي الشاب الواعد ياسر مرتجى الذي قُتل بالرصاص أثناء تغطيته للاحتجاجات السلمية.

وأوضح أنه في فلسطين المحتلة لا حصانة لــ: “صحافي، رئيس، عامل صحي، موظف في الأمم المتحدة، مزارع، طفل، رضيع، أم حامل، مسن، أستاذ، مزدوج الجنسية، وزير، ضابط، قاض. إذا كنت فلسطينياً، فأنت هدف مشروع، ويمكن لإسرائيل أن تقرر ما إذا كنت ستعيش أو تموت لا حصانة لأي فلسطيني”.