الكاتب مصطفى الصواف

العيد يوم والرعنة شنقت حالها

أقلام _ مصدر الإخبارية

العيد يوم والرعنة شنقت حالها، كتبها: مصطفى الصواف

مثل فلسطيني يضرب لكل من يغضب، ويشد أعصابه، ويزبد، ويتصرف بشكل خارج عن العرف المعتاد ، فالمسألة هي يوم ولو حكم عقله وضبط نفسه ،فمع غياب شمس اليوم ينتهي العيد والأمور تعود لحالها ، فلماذا الغضب وشد الشعر وكثرة البكاء .

هذا حقيقي ينطبق على أجهزة الأمن التابعة لمحمود عباس والتي أعلنت الاستنفار العام فور إعلان فوز كتلة الوفاء الاسلامية بانتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت ، وانتشرت في الشوارع ونصبت الحواجز لمنع احتفالات أنصار حماس بالفوز، وملاحقة الراية الخضراء، ومنع الناس من رفعها ، عمل لا علاقة له بالمنطق وغريب أن تقوم هذه الاجهزة بملاحقة الناس والاعتداء عليهم وعلى مواكب الفرح بالفوز وإنزال الراية الخضراء ومصادرتها .

لماذا لا يترك للناس الاحتفال والتعبير عن مشاعرهم ، والطبيعي أن هذه الأجهزة ليست ذات لون سياسي ومهمتها هو توفير الأمن للجميع، وهذه الاجهزة كان المفترض أن يكون انتشارها لحماية الناس في الطرقات لا كما حدث من قمع وملاحقة واعتقال وضرب وغيرها من تصرفات همجية تدل على حالة من التخبط والا وعي أساءت لهذه الأجهزة، وأكدت ليس للمرة الأولى بل للمرة الألف بأنها أجهزة بوليسية قمعية لا علاقة لها بحفظ الأمن.

وهنا أتذكر ما كتبت في عنوانا لمقال يوم كان غازي الجبالي مديرا للشرطة واليوم هو مطلوب لمحمود عباس للقبض عليه ومحاكمته لفساده وسوء خلقه ،في تلك الأيام قام الجبالي بحملة مسعورة وجهاز الشرطة الذي يقوده باقتحام المساجد والاعتداء على ما فيها من مواد ثقافية وسياسية ودينية وتمزيقها ومصادرتها، والأهم هو مصادرة الرايات الخضر ، بل والعمل على اعتلاء أعمدة الكهرباء المنتشرة في الشوارع والتي كانت تتزين بكل الرايات الأخضر والأصفر والأحمر ،فكانت الحملة مخصصة لنزع الرايات الخضراء عندها كتبت (سيسقط الجبالي وتبقى الراية) وهو قول ينطبق اليوم على هذه الأجهزة ونقول لها ما قلناه لمن سبقها (ستسقط الأجهزة القمعية وستبقى الراية) لأن الراية خيار شعب.

Exit mobile version