الاعتداء على جنازات الشهداء.. رسالة إسرائيلية للعالم والهدف المدينة المقدسة

خاص – مصدر الإخبارية

سياسة جديدة تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتكرار مشاهد الاعتداء على جنازات الشهداء، كان آخرها جنازة الشهيد وليد الشريف في القدس، مساء الاثنين، لتسبقها جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، فهل تصبح نهجاً إسرائيلياً؟.

المحلل السياسي حسن عبده قال إن الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أنه استطاع فرض سيطرة سياسية وعسكرية على كامل فلسطين، ويعتقد أنه الآن يقود معركة استكمال “إسرائيل التوراتية”، والسيطرة على كامل القدس كعاصمة لليهود، وتغيير طابعها الديمغرافي والعربي والإسلامي، مبيناً أن الاحتلال يريد الضفة كاملةً كجزء لا يتجزأ من  “إسرائيل”.

وتابع عبده في حديث لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن هدف الاحتلال الرئيسي من الاقتحامات والصلوات في الأقصى بناء واقع جديد في المدينة المقدسة، مشيراً إلى أن فشله في هذا المشروع جعله يستهدف جنازات الشهداء، بحجة أنها ترفع العلم الفلسطيني في مدينة يهودية وليس للفلسطينيين علاقة بها وأنهم مجرد سكان.

وبيّن أن الاحتلال من خلال اعتداءه على جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة والشهيد وليد الشريف، يوجه رسالة واضحة للإعلاميين والصحفيين وللعالم كله أنه لن يكون مقبولاً إظهار الحقيقة، وأن قتل الصحفيين والاعتداء على الجنازات أمام الكاميرات يعني أنه لا يهتم بالرأي العام ولا العالم ولن ينظر إلى هذه المسألة.

وأشار إلى أنه يتوقع تكرار مثل هذه المشاهد في الجنازات طالما أن اليمين المتطرف موجود بل يتوقع مزيد من التوحش وخاصة في مدينة القدس، وسط محاولات للتضييق على سكانها وهدم البيوت والاعتداءات والاقتحامات للأقصى بعنف أكبر لإفقاد المكان قدسيته أمام العالم.

وأردف: “هذا نهج جديد لإفقاد الأماكن الدينية قداستها وبعدها الديني حتى يصبح الانتهاك لها أمراً عادياً”.

جنازات الشهداء تحت مرمى النار

وكشف التلفزيون الإسرائيلي، مساء الاثنين، مشاهد لاقتحام قوات الكوماندوز التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، المستشفى الفرنسي بالقدس المحتلة واعتداءها على الفلسطينيين قبل حمل نعش الشهيدة شيرين أبوعاقلة.

وعلّق التلفزيون على المقطع المصور بالقول: “هكذا دخلت قوة من الشرطة المستشفى التي خرج منها نعش الصحفية المقتولة في جنين.

كما أعلنت إدارة المستشفى الفرنسي في حي الشيخ جراح شرق القدس، أنها تدرس إمكانية مقاضاة شرطة الاحتلال الإسرائيلية بعد اعتدائها على حرمة المستشفى وجنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

وشددت على أن اعتداء شرطة الاحتلال على موكب تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة، يعتبر انتهاكا للقوانين الإنسانية، مؤكدة أن الشرطة هي “الجهة الوحيدة التي مارست العنف خلال تشييع شيرين”.

واستنكرت اقتحام شرطة الاحتلال مباني المستشفى، مشيرة إلى أنها تبحث جديا عن إمكانية مقاضاة شرطة الاحتلال بعد اعتدائها على المستشفى، وأنها تواصلت مع مكتب محاماة لبحث التقدم بشكوى ضد الاحتلال إزاء ما حدث خلال تشييع الصحفية أبو عاقلة.

وفي وقت لاحق من الاثنين، شيع أكثر من ألف فلسطيني في مدينة القدس المحتلة جثمان الشهيد وليد الشريف، وسط مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتدت على المشيعين بعد اقتحامها لمقبرة المجاهدين.

وأفاد الهلال الأحمر، بإصابة 71 فلسطينياً خلال المواجهات مع شرطة الاحتلال بعد انتهاء الجنازة.

وأضاف  أن 12 مصاباً نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات الاحتلال استهدفت المشيعين في مقبرة المجاهدين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع واعتدت عليهم بالضرب المبرح.