الجيش الإسرائيلي

جيش الاحتلال الإسرائيلي وتحديات الحرب الإقليمية

رؤى قنن- مصدر الإخبارية

تلقت المخابرات المصرية، خلال اليومين الماضيين، عدد من الرسائل من قبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والتي أجرت اتّصالات عاجلة بالمصريين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في مخيّم جنين، والتي حملت تحذيرات من تجاوز الخطوط الحمراء من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتهديدها بأن أيّ محاولة لاستغلال أحداث أخرى للانقضاض على المقاومة هناك، ستقابَل بردّ غير متوقّع.

ونبّهت الفصائل إلى أن العملية لاعتقال محمد الدبعي، ستجلب مزيداً من العمليات الفدائية داخل المدن الإسرائيلية قائلة ” إنها لن تسمح لإسرائيل الاستفراد بالمقاومة في جنين.”

واعتبرت أن سعْي إسرائيل لكسر معادلة “غزة -جنين” لن يفلح، بل إن الفصائل ستسعى إلى ترسيخ هذه المعادلة خلال الفترة المقبلة، في حال تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء.

الجبهة الشمالية

وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن أحد السيناريوهات التي تستعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التعامل معها، في ظل حالة التوتر والتصعيد المتزايدة، هو “انضمام عناصر حماس في لبنان إلى أي معركة قد تندلع مع قطاع غزة”.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “أنّ حماس تقوم بتكثيف نشاطاتها في لبنان بعد أن باتت علاقاتها مع تركيا تتسم بالفتور.”

وحسب الهيئة “تأمل حماس في أن تشكل ذراعها في لبنان عنصر رادع أخر يحد من إمكانية إسرائيل على الرد في حالة نشوب معركة جديدة.”

وبدأت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بدق ناقوس الخطر، بعد حدثين بارزين، حدثا خلال الأشهر القليلة الماضية، وهما إطلاق القذائف الصاروخية من منطقة رأس العين جنوبي صور، والانفجار الذي وقع داخل مسجد في مخيم برج الشمالي والذي كان بالفعل يستخدم كمستودع لوسائل قتالية بما فيها الصواريخ، كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.

وقالت الهيئة “تحاول الجهات المختصة في إسرائيل التعامل مع هذا الخطر بشكل خفي وأنها تتابع عن كثب النشاطات العسكرية الحمساوية في جنوب لبنان وتأخذ بالحسبان أنه في حال اندلاع جولة جديدة من المواجهة في قطاع غزة ستفتح حماس جبهة جديدة في الشمال، بالتنسيق مع حزب الله.”

وتجري الجهات المختصة وقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستعدادات اللازمة لمواجهة هذا الخطر. كما قالت الهيئة.

حماس وسلاح المظليين

من جانبه كشف قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي نمرود ألوني، أمس الجمعة، عن تشكيل حركة حماس لوحدة “مظليين” قادرة على تجاوز الحدود.

وقال ألوني في تصريحات صحفية إن هذه الوحدات تمتلك طائرات شراعية بمحرك ( تركترون طائر) والذي من خلالها يمكنهم الوصول لمستوطنات غلاف غزة.

وأضاف قائد فرقة غزة خلال حديثه مع مستوطني غلاف غزة: “مهندسو حماس تمكنوا من صناعة هذا النموذج، وهذا يدلل على مدى خبرتهم ومهنيتهم”.

وحذّر قائد فرقة غزة من محاولة حماس تنفيذ عمليات بهذا النموذج خلال أي مواجهة أو حرب جديدة مع الاحتلال”.

استخدمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس صاروخا مضادا للطيران لإجبار طائرات الاحتلال على الانسحاب من سماء غزة خلال عمليات القصف على مواقع المقاومة.

واستخدمت المقاومة الفلسطينية بغزة أسلحة مضادات أرضية يناير الماضي في التصدي لطائرات الاحتلال خلال قصفها موقعاً للمقاومة في رفح جنوب قطاع غزة.

وحسب المراقبين فإن المقاومة وجهت رسائل عديدة من خلال استخدام الصاروخ الروسي الصنع أبرزها أن مفاجآت عديدة ستكون بانتظار الاحتلال في أي مواجهة قادمة وانها لا تخشى المواجهة.

من جانبه قال مصطفى الصواف المحلل السياسي المقرب من حماس،” إن أهم رسائل استخدام المضاد الأرضي هو أن سماء غزة لم تعد مسرحا حرا لطائرات الاحتلال كي تسرح وتمرح فيه، وتقصف وتدمر وتقتل كما تريد”.

وتوقع الصوّاف أن دخول المقاومة على خط المواجهة مع العدو ردا على إرهابه وتماديه في العدوان على شعبنا في جنين وغزة والقدس، لا يكون بصاروخ أو بصاروخين، بل سيكون برشقات صاروخية كبيرو متنوعة جغرافيا لتشمل الكيان من شماله حتى جنوبه، ولكن أن تطلق صاروخ وتصمت فهذا ليس دخولا على خط المواجهة، ولكن قد يكون رسالة للاحتلال يقول فيها أن صبر المقاومة آخذ بالنفاذ فأحذروا، فهم الأمر الوسطاء ولم يفهمه الاحتلال”.

وقال إن معركة المقاومة مع الاحتلال لن تكون سهلة وبسيطة ولعل معركة سيف القدس العام الماضي تؤكد أن قواعد الاشتباك مع المقاومة اختلفت، وأن المقاومة وضعت قواعد جديدة، وهي تعد نفسها الإعداد المناسب في كل النواحي التي تساعد على تحقيق ما يسعى له الشعب الفلسطيني، وهي تضع قدمها على طريق التحرير الطويل.

مخاوف إسرائيلية

تُجمع التقديرات والتحليلات الأمنية الإسرائيلية على أن فصائل المقاومة المسلحة على مختلف الجبهات -خصوصا حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي-غير معنية بالتصعيد إلى حد المواجهة الشاملة مع إسرائيل.

لكن المحللين يرجحون أن أي تصعيد قد يتطور إلى حرب على عدة جبهات في حال وصل التوتر بين إيران وإسرائيل على خلفية المشروع النووي الإيراني إلى حد الصدام والمواجهة العسكرية.

وأكد الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية والفلسطينية يواف شطيرن، أن أي خطأ من قبل طهران أو تل أبيب من شأنه أن يشعل حربا على عدة جبهات، لكن إيران لن تخاطر بخوض مثل هذه الحرب في حال لم يتم استهدافها، كما أن إسرائيل غير معنية بتهديد جبهتها الداخلية.

مناورات واستعداد

وتعكس المناورات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي تحاكي حربا على عدة جبهات، استعداد إسرائيل وتسلحها بالآليات والوسائل القتالية اللازمة لمثل هذا السيناريو، وعبر تعزيز المنظومة الدفاعية والصاروخية لتحصين الجبهة الداخلية، وكذلك تعزيز قدرتها الهجومية.

ويقول رون بن يشاي المحلل العسكري في موقع صحيفة يديعوت أحرونوت، ان كل هذه المناورات والاستعدادات لا تعني بالضرورة أن إسرائيل معنية بمواجهة شاملة، كما أن الفصائل المسلحة غير معنية بالتصعيد وتعي قدرات إسرائيل، وإنه في حال المواجهة الشاملة ستكون إسرائيل في معركة وجودية وستستعمل أسلحة فتاكة، وستسبب دمارا شاملا للفصائل المسلحة.

ولا يستبعد المحلل العسكري أن تلجأ إسرائيل إلى المفاجأة والمبادرة بالهجوم وعدم الاكتفاء برد الفعل على هجمات الفصائل المسلحة، سواء على جبهة غزة أو حتى سوريا والجبهة الشمالية مع لبنان.

ويصف الباحثون الإسرائيليون الجبهة الداخلية بـ”الهشة” وغير المجهزة بما فيه الكفاية لحرب متزامنة على عدة جبهات، كما أنها غير محصنة من هجمات صاروخية قد تطال الأهداف الإسرائيلية التي يتوقع تعرضها للهجوم.

وعدا عن الهيئات المدنية، يُتوقع أن تُستهدف بطاريات الدفاع الجوي الإسرائيلي، ومصافي تكرير النفط في حيفا، ومحطات توليد الكهرباء، ومنشآت تحلية المياه، ومخازن المواد الكيمائية، ومنصات استخراج الغاز، ومكتب رئيس الوزراء، ووزارة الأمن في تل أبيب، وهيئة الأركان العامة، وقواعد عسكرية.

ورغم مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن تحسن الوضع الأمني فإن تسفي برئيل محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس يؤكد أن الجبهة الداخلية في إسرائيل غير مستعدة لحرب شاملة.

ويشير برئيل إلى سيناريوهات تسقط فيها آلاف الصواريخ الموجهة عن بعد من إيران والعراق ومن مختلف الجبهات في العمق الإسرائيلي الذي يعاني نقصا في الملاجئ والبنية التحتية الصحية، ويقول إن حربا من هذا القبيل قد تكبد إسرائيل مئات الضحايا.

الحرب الاستباقية.

مدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أودي ديكل، يقول: “إن سيناريو نشوب حرب بين إسرائيل وإيران يشارك فيها حزب الله ومليشيات موالية لإيران في سوريا وغرب العراق “واقعي بالتأكيد”، كما أن حربا كهذه قد تنشب على جبهة إسرائيل الشمالية وأيضا جبهة غزة”.

ويعتقد أن يجب على إسرائيل استعادة قوة الردع والمبادرة بالهجوم وعدم الاعتماد على رد الفعل والدفاع، واستغلال الفرص لتدمير قدرات حزب الله ومخزون الصواريخ الدقيقة لديه، وكذلك تدمير ترسانة الفصائل المسلحة في غزة.

وحسب ديكل، على إسرائيل تحصين الجبهة الداخلية بضمان عدم حدوث أي اضطرابات في البلدات العربية بالداخل، والامتناع عن تصعيد التوتر في الضفة الغربية لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، كون الجبهة الداخلية الإسرائيلية بكل مكوناتها وقواسمها المشتركة تشكل نقطة ضعف مصيرية في الحرب.

Exit mobile version