إنسانية الصحافة

إنسانية الصحافة بقلم العقيد لؤي ارزيقات

أقلام – مصدر الإخبارية

إنسانية الصحافة بقلم المتحدث بإسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

“استشهدت شيرين أبو عاقلة الصحفية التي رسخ اسمها في عالم الصحافة و بين الناس وفي أروقة صاحبة الجلالة وطُبعت صورتها في أذهان الأطفال والرجال والنساء وانتظرتها أمهات الشهداء واخوات الاسرى وزوجات المصابين.

جمعت الصحافة في جسد انسانة فدفعتها انسانيتها لإيصال رسالتها للعالم عبر صياغتها برسائل احترافية وجسدتها في عقل فلسطينية نقلت حكايتها للعالم و تنقلت في كل الميادين وتواجدت في كل الاحداث..

اقترب الموت منها مرات ومرات ولكنها هربت منه أيضًا مرات ومرات وكانت تنجو بأعجوبة في اللحظات الأخيرة فعلمت أن الصورة مستهدفة والكلمة مستهدفه وجسد الصحفي مُستهدف وصوته وكاميرته وقلمه فعرفت كيف تحمي نفسها، لكن اليوم غدرها قناص قاتل وأصابها في راسها وعقلها الذي أوجعهم وفضحهم بكلمات ابتكرها وتحدث بها لسانها.

أقرأ أيضًا: بقلم: هبة بيضون.. شيرين الشهيدة الحيّه

شيرين ابنة القدس التي أحبت أزقتها وشوارعها وعشقت جدرانها وجلساتها على عتبات الأقصى وكنيسة القيامة واشتاقت لها كنيسة المهد كلما تأخرت قليلا للحضور لمهد السيد المسيح عليه السلام وأحبتها رام الله واحتضنتها جبال نابلس ورافقتها نسمات بحر يافا وسار لجنبها حمام السلام في طرقات الخليل وناداها واجبها الصحافي الى مخيم جنين الذي لا تكتمل نضالاته إلا بنقل صورتها الحقيقية للعالم والتركيز على جرائم الاحتلال وبشاعته وما يخطط لفعله بهذا المخيم الصابر.

شيرين خرجت باكرًا لنقل الصورة لكل الإنسانية فكان الموت ينتظرها على يد قناص حاقد بعد أن جابت البلاد شرقا وغربا وهي تحكي قصة ارض سُرقت واغتصبت بقوة السلاح وشعب سُلبت حقوقه. فلم يصدق احد خبر استشهادها لأننا اعتدنا على سماع اخبار الشهداء منها ولم نتوقع ان نسمع عنها.

عمّ الحزن فلسطين بل والعالم اجمع وحزن الاسرى وعائلاتهم لأنها الصوت الذي ساندهم وقص حكاياتهم والتقت امهاتهم فرسمت الابتسامات على وجوههن وعلى وجوه الأطفال في الشوارع والطرقات.

باغتتها رصاصات الغدر فقتلتها ولكنها لم تقتل تاريخها وصوتها وصورتها التي رسخت في اذهاننا كما رسخت فلسطين في قلوبنا وعقولنا.

إنسانية الصحافة، حينما تُدرك أن خلف الكاميرا انسان، يحمل روحه على كفيه لينقل صوت الفلسطينيين أمام العالم ليقف كل صاحبة مسؤولية أمام مسؤولياته، وداعًا شيرين بكل الحزن ننعاكِ ونُجدد العهد أن نمضي جميعًا على درب الحرية والاستقلال.

Exit mobile version