التقسيم في الأقصى اقتحام بن غفير الأقصى

هل المشهد الدولي يساعد الاحتلال لفرض التقسيم في الأقصى؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

قال محللون فلسطينيون، إن المشهد الدولي لا يتناسب لفرض الاحتلال الإسرائيلي التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.

وأضاف هؤلاء، أن الاحتلال غير معني بلفت أنظار العالم الدولي والعربي عن الحرب الروسية والأوكرانية، التي تشغل حلفاءه الغربيون بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار المحللون، إلى أن الاحتلال غير معني بتأجيج الشارع العربي وخسارة علاقاتها الإيجابية التي توصل لها مع الدول العربية بعد اتفاقات التطبيع الأخيرة، والتحالفات المقاومة لمواجهة الخطر الإيراني.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أحمد غضبة، أن الاحتلال لن يكون قادراً على فرض التقسم الزماني والمكاني في الأقصى في ظل توتر علاقة الاحتلال الإسرائيلي مع روسيا، ووضع بعض الدول العربية لقضية الأقصى على سلم أولوياتها كالأردن ومصر.

وأكد غضبة في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الاحتلال غير معني بالتضحية بعلاقاته مع الأردن ومصر والدول العربية الأخرى التي شهدت علاقاته مع معها تطورات إيجابية خلال المرحلة الحالية مما يصعب فرض التقسيم الزماني والمكاني.

وشدد غضبة على أن المساس بالأقصى وتغير الوقائع على الأرض يقلب الرأي الفلسطيني الداخلي والعربي والعالمي ضد الاحتلال، كون المسجد الأقصى يشكل أهمية قصوى للجميع.

ولفت غضبة إلى أن الوضع الخاص بالأقصى يختلف عما حدث في الحرم الإبراهيمي رغم أهمية الأخير، كونه محل إجماع فلسطيني وعربي وعالمي.

وتابع، أن الاحتلال يرى بأن الوقت غير مناسب لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948، وخوض معركة مفتوحة مع قطاع غزة.

ونوه غضبة إلى أن قيادة جيش الاحتلال ضد أي عملية عسكرية في الوقت الحالي، لاسيما في ظل ضغوط مصر ودول أخرى لضبط التهدئة في الأراضي الفلسطينية.

بدوره، رأى المحلل السياسي تيسير محيسن، أن الظرف الدولي غير ملائم ليفرض الاحتلال التقسم الزماني والمكاني في ظل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية.

وقال محيسن في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن المزاج العربي الرسمي والشعبي لن يتوافق مع خطوات الاحتلال الأحادية تجاه الأقصى، خصوصاً وأن الأمر متعلق بمدينة القدس، ولا أحد يمكنه تجاوزه.

وأضاف محيسن، أن الاحتلال غير معني بإرباك المشهد الدولي لحلفائها في المرحلة الحالية الذي يصب كل ثقله نحو مواجهة روسيا، ومساعدة أوكرانيا في حربها، بالإضافة لعدم رغبته بخسارة التحالفات المقامة مع العرب مؤخراً بعد اتفاقات التطبيع لاسيما ضد مواجهة إيران.

وأشار محيسن إلى أن الاحتلال هدف مؤخراً لإجراء تغير تدريجي ولو جزئي في حالة الأمر الواقع في القدس خاصة في المسجد الأقصى من خلال تمكين أكبر قدر من المتطرفين بالتواجد في باحاته ورفع مستوياه من حيث العدد وساعات المكوث وصولاً تأدية لتأدية بعض الشعائر الدينية التي أطلقوا لها موجة تمهيدية سابقة، لذبح القرابين، وتغير الوضع القائم.

وأكد محيسن، أن صلابة الموقف الفلسطيني أحدث نوع من التراجع والافشال للمخطط المذكور.

وشدد محيسن أن الاحتلال يواجه صعوبة في شن عملية عسكرية في الضفة المحتلة من ناحيتين، الأولى تتعلق في الخشية من دخول بمواجهة شاملة مع قطاع غزة، الدخول في عملية واسعة ستربك حسابات السلطة، وإظهارها غير قادرة على التحكم بالوضع الأمني، وزيادة قوة فصائل المعارضة، وفقدان الأمن.  

مخطط التقسيم الزماني والمكاني

مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، هو فكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله.

ويشمل المخطط فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانياً بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة في إطار مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقاً، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي “الهيكل الثالث” مكان قبة الصخرة.

ويهدف التقسيم الزماني إلى تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأخرى لدخول اليهود، ويستهدف اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والسنة بين اليهود والمسلمين.

فيما يرى الجانب الإسرائيلي أنه يتوجّب على المسلمين مغادرة الأقصى من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفترة ثالثة بعد العصر، لتخصيص هذه الأوقات لليهود بحجّة أنه لا صلاة للمسلمين في هذه الأوقات ليتمّ السماح لليهود بأداء 3 صلوات في اليوم داخله.

وبموجب المخطط، يتمّ تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، التي يقارب مجموع عدد أيامها نحو 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت التي تخصّص لليهود أي نحو 50 يوما، مما يجعل مجموع الأيام المخصصة لليهود هو 150 يوما في السنة، كما يحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.

أما التقسيم المكاني، فيعني تخصيص أماكن بعينها في المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما، لكلٍ من الطرفين، إذ يهدف إلى تخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الكيان الإسرائيلي ليحوّلوها لكنائس يهودية لأداء صلواتهم فيها.

وخلال الفترات السابقة، حددت سلطات الاحتلال طرق ومسارات خاصة باليهود للتمهيد للتقسيم المكاني، الذي يشمل كذلك بسط السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى.

Exit mobile version