ليست حرب ولكنها مُلاعبة

أقلام _ مصدر الإخبارية

يكتبها: أشرف أبو خصيوان

فحوى التصريحات والخطابات السياسية في الأيام الماضية، تتعدى المثل الدارج “إن خربت لحقها رجلك”، بل هي في اطار الاحتواء السياسي لردات الفعل المقصودة وغير المقصودة، من تصريحات مُتزامنة ومُتوافقة من حيث المبدأ، وصولاً إلى مضمون سياسي أكثر عُمقاً، يتجلى في محور قُطبي جديد تقوده روسيا، وتدفع بكل العجلات نحو تعرية الموقف الأمريكي والأوروبي من القضايا الدولية وتحديداً العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية.

تصريحات قائد حركة حماس في قطاع غزة، عن محور القدس، وعن الحرب الدينية، والإقليمية، والشُركاء الجُدد، تعاظمت من خلال زيارة أعضاء من المكتب السياسي لحركة حماس لموسكو، والتي سبقتها مُكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مع رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، تباحثاً في تلك المكالمة عن خطورة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى.

هي ليست حرب كلامية، بقدر ما هي مُلاعبة للداعمين ولشركاء الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، بأن الباب الذي أغلقته الولايات المتحدة وأوروبا في وجه المستضعفين في الأرض، ونصرتهم لإسرائيل آن الأون أن يتوحد الضعفاء تحت راية جديدة، لديها طموحات بثنائية القُطبية العالمية من أجل امتيازات سياسية واقتصادية وتقرير مصير لبعض شعوب المنطقة والتحرر من القطبية الواحدة.

جميع المؤشرات الحالية ت فتح الطريق أمام قوة روسية في الشرق الأوسط على حساب الأوروبيين والولايات المتحدة، وهذا ما مثلته المواقف العربية من الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أنه لم تُدين أي دولة عربية الاعتداءات الروسية على أوكرانيا، وفضلت وزارات الخارجية العربية النأي بنفسها عن الدخول في صراع بعيد عن حدودها الجغرافية، ولكنه قد يطال مواقفها السياسية ومصالحها التجارية والنفطية.

لا تسعى فصائل العمل الوطني في غزة إلى هدم “معبد الهدوء” ولا تغيير قواعد الاشتباك، بل هي مساحة مفتوحة لمواطني مدينة القدس والضفة الغربية للدفاع عن أنفسهم تحت غطاء حديدي من مقاومة قطاع غزة اذا لزم الأمر إلى ذلك، وتلك سياسة تواجهها الحكومة الإسرائيلية بحذر شديد، خشية من الدخول في موجة جديدة من العنف، تُطيح بأركان حكومة نيفتالي بينت، وتُعيد إلى المشهد السياسي الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .