سياسة الاغتيالات

هل يعود الاحتلال لسياسة الاغتيالات في غزة رداً على العمليات الفدائية؟

صلاح أبو حنيدق – خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أجمع محللون ومسئولون فلسطينيون، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يملك الجرأة للعودة لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة خوفاً من الدخول بمواجهة مفتوحة مع فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني.

وقال هؤلاء، في تصريحات منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، إن الاحتلال يعي أن العودة للاغتيالات لن تجلب حلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لاسيما في ظل عدم امتلاك حكومة بينت الظروف الداخلية والخارجية للإقدام على ذلك.

وأوضح المحلل السياسي طلال عوكل، أن قادة الاحتلال والمتطرفون يهدفون من خلال سياسة الترويج لاغتيال قادة فصائل فلسطينية بعينهم لإظهار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي للعالم على أنه شخصي، وليس قضية شعب يدافع عن حقوقه، ويسعى لإنهاء الاحتلال المفروض عليه منذ سنوات طويلة.

وأضاف عوكل في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن “أساس التصعيد المتواصل في الأراضي الفلسطينية، الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال اغتال الكثير من قادة الفصائل ولم ينتهي الصراع، الذي يشهد تسخيناً كبيراً من وقت لأخر”.

وأشار عوكل، إلى أن حكومة الاحتلال بقيادة نفتالي بينيت غير قادرة حالياً على اتخاذ قرارات واضحة وجريئة للتعامل مع طبيعة الصراع الحالي، والرد على العمليات الفدائية.

وأكد عوكل، أن العودة لسياسة الاغتيالات يحتاج لجرأة كونها تفتح المجال نحو حرب واسعة، تشمل جميع الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل عام 1948.

وشدد عوكل، على أن ظروف حكومة بينت والتدخلات الخارجية لا تسمح بعودة سياسة الاغتيالات.

رأى عوكل التهديدات الإسرائيلية بالعودة للاغتيالات فارغة وتأتي في سياق رسائل لتسكين الجمهور الإسرائيلي فقط.

وفي السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي إياد الشوربجي، أن الاحتلال يعي أن العودة للاغتيالات في قطاع غزة لن تجلب له حلاً، وستقود لجولة قتال جديدة لن أي أهداف سياسية مهمة.

وقال الشوربجي في تصريح خاص لمصدر الإخبارية، إن الاغتيالات ستؤجج نيرات الجبهات التي اشتعلت في جولة سيف القدس مع توقعات بانهيار حكومة بينيت وعودة بنيامين نتنياهو في ظل رغبة أمريكية لتبريد الأجواء تفرغاً للصراع في أوكرانيا.

وأضاف أنه “ومع ذلك فعمق الأزمة والضغط الداخلي وندرة الخيارات قد تقود لمسار الاغتيالات”.

وشدد الشوربجي على أنه “ضمن السياق العام للصراع من المهم ديمومة التركيز على المشهد الخطير للغاية، الذي يعكس منهجية احتلالية مستمرة ومتدرجة لفرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى وصولًا لتهويده بالكامل وبناء ما يسمى بالهيكل مكانه، ما يعني نكبة جديدة للشعب الفلسطيني”.

ونوه إلى أنه يتوجب على الفلسطينيين العمل المكثف وبكل الوسائل المتاحة على إفشال المخطط كجزء من المرحلة الحالية من الصراع، وضمن المسار الكلي للتخلص من الاحتلال.

من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن تهديدات الاحتلال بالعودة للاغتيالات لا تخيف فصائل المقاومة والفلسطينيين.

وشدد شهاب في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، على أن الشعب الفلسطيني يملك القدرة على رد العدوان عن رموزه وأبناءه، والتصدي على جرائم الاحتلال، وصولاً للتحرير.

وأشار شهاب، إلى أن “كل تجارب الشعوب التي واجهت الظلم والاستعمار دللت على أن سياسات العدوان مهما بلغت من الطغيان والجبروت لم تكسر عزيمة الساعين للحرية، ومن يسلكون طريق النضال والمقاومة يدركون أن طريقهم مملوء بالتضحيات والملاحقة”.

وكانت حركة حماس، قالت إن حملة التهديدات والتحريض الإسرائيلية باغتيال يحيى السنوار أو أحد قياداتها لا تخيفها.

واعتبر عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، التهديدات “بالمحاولة الفاشلة لطمأنة قطعان المستوطنين المذعورين وأنها لا تزيد حماس إلا إصرارا على الدفاع عن القدس والأقصى، حتى زوال الاحتلال”.

وطالبت جهات إسرائيلية بالعودة إلى سياسة الاغتيالات في غزة، عقب عملية إلعاد التي نفذها فلسطينيين الخميس الماضي، وأسفرت عن عدد قتل ثلاثة إسرائيليين.

ودعا عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير، سلاح الجو الإسرائيلي لقصف منزل رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار.

Exit mobile version