محلّلون لمصدر: مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى سيُشعل فتيل التصعيد

خاص – مصدر الإخبارية

لم تتوقف التوقعات بتصاعد الأوضاع منذ بدء انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى من اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، لترافقها تهديدات من المقاومة بالرد حال استمرت استفزازات الاحتلال ومحاولاته المستمرة لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني.

المحلل السياسي حسن عبده يرى بأن الاحتلال الإسرائيلي يدفع تجاه بوابة العنف والصراع باقتحاماته المتكررة للأقصى مما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة.

ويؤكد عبده في حديث خاص لـ“شبكة مصدر الإخبارية” أن الاحتلال يتحمل مسؤولية ما يجنيه في الضفة وغزة، من خلال الانتهاكات والاستفزازات التي يمارسها في الأقصى وتلامس كل العرب والمسلمين.

ويبين أن كل سيناريوهات المستقبل مفتوحة على كافة الأصعدة، خاصة وأن الاحتلال يدفع باتجاه تغيير واقع الأقصى مما يتسبب في اندلاع مواجهات واسعة من الممكن أن تصل إلى خارج فلسطين.

ويتابع عبده: “الأقصى له تأثير كبير على العرب والمسلمين، ويمكن أن تؤدي تداعيات هذه الاستفزازات نحو مزيد من التصعيد”.

التقسيم استراتيجية قديمة

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أوضح أن هناك استراتيجية إسرائيلية كاملة للوصول لهدف التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وما يعطله التضامن والحشد العربي والاسلامي.

وأضاف الدجني لشبكة مصدر الإخبارية: “إسرائيل تخشى تداعيات التقسيم وتهديدات المقاومة وموقف الدول العربية، وكل ذلك يربك حسابات بينيت للتقسيم”.

ولفت إلى أنه منذ العام 1967 والاحتلال يحاول فرض أمر واقع جديد، وقواعد اشتباك ولعبة في الأقصى للوصول للقدس العاصمة وإقامة الهيكل المزعوم، مردفاً أن “ما يوقف الاحتلال حجم الرد الفلسطيني والعرب والإسلامي الذي يستوجب تكاتف هذه الجهود وتكثيفها”.

مخطط التقسيم الزماني والمكاني

مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، هو فكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله.

ويشمل المخطط فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانياً بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة في إطار مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقاً، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي “الهيكل الثالث” مكان قبة الصخرة.

ويهدف التقسيم الزماني إلى تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأخرى لدخول اليهود، ويستهدف اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والسنة بين اليهود والمسلمين.

فيما يرى الجانب الإسرائيلي أنه يتوجّب على المسلمين مغادرة الأقصى من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفترة ثالثة بعد العصر، لتخصيص هذه الأوقات لليهود بحجّة أنه لا صلاة للمسلمين في هذه الأوقات ليتمّ السماح لليهود بأداء 3 صلوات في اليوم داخله.

وبموجب المخطط، يتمّ تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، التي يقارب مجموع عدد أيامها نحو 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت التي تخصّص لليهود أي نحو 50 يوما، مما يجعل مجموع الأيام المخصصة لليهود هو 150 يوما في السنة، كما يحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.

أما التقسيم المكاني، فيعني تخصيص أماكن بعينها في المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما، لكلٍ من الطرفين، إذ يهدف إلى تخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الكيان الإسرائيلي ليحوّلوها لكنائس يهودية لأداء صلواتهم فيها.

وخلال الفترات السابقة، حددت سلطات الاحتلال طرق ومسارات خاصة باليهود للتمهيد للتقسيم المكاني، الذي يشمل كذلك بسط السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يعرقل وصول المصلين إلى المسجد الأقصى