الانتخابات البرلمانية اللبنانية.. 45% نسبة مشاركة اللبنانيين في الخارج

وكالات-مصدر الإخبارية

تجاوزت نسبة مشاركة اللبنانيين في دول الاغتراب خلال تصويتهم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها داخل بلادهم منتصف الشهر الحالي، الـ 45% وفق وزارة الخارجية اللبنانية اليوم الجمعة.

وبدأ لبنانيون في دول الاغتراب، صباح اليوم، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

وتجري الانتخابات في الخارج على دفعتين، الجمعة في 9 دول عربية وفي إيران، بينما ينتخب المغتربون في 48 دولة أخرى الأحد المقبل.

مدير المغتربين في وزارة الخارجية اللبنانية، هادي هاشم، قال لـ “المملكة”، إن الصناديق فتحت في إيران الساعة الـ 5 فجر الجمعة، وفي مصر ستغلق الصناديق الساعة 11 ليلا، مشيرا إلى أن “العملية الانتخابية تسير بهدوء وبشفافية وبكل انسيابية”.

وتحدث عن “أرقام جيدة جدا … لدينا 15 ساعة انتخاب منذ الساعة 7 صباحا وحتى ال 10 مساء وحتى الآن الأرقام تخطت 45% ونتمنى أن تتخطى النسبة 60% خلال الساعات القادمة”، متوقعا أن تكون نسبة المشاركة “مرتفعة”.

وفي الأردن، بلغ عدد المقترعين اللبنانيين في الانتخابات البرلمانية 238 ناخبا من أصل 483 سجلوا للإدلاء بأصواتهم حتى نحو الساعة 6 مساء بحسب السفارة اللبنانية في عمّان الجمعة.

وقال رئيس المركز الانتخابي في السفارة اللبنانية، جورج فاضل، إن “نسبة التصويت في السفارة حتى الآن بلغ حوالي 220 ناخب انتخبوا في السفارة من أصل 483 سجلوا للانتخاب”. ورأى فاضل لـ “المملكة”، أنه “من خلال نسبة التصويت اليوم من الواضح أن الناس تواقة لتغيير ما”.

وانطلقت عملية الاقتراع للبنانيين المقيمين في الأردن عند الساعة 7:00 صباحة في السفارة اللبنانية، حيث يبلغ عدد الناخبين 483، وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.

وستغلق صناديق الاقتراع الساعة العاشرة ليلا، بحسب السفارة اللبنانية في عمّان.

وهي المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين المخولين الاقتراع المشاركة في انتخاب أعضاء البرلمان الـ128.

وقال هاشم إن لبنان “يشهد أكبر عملية لوجستية بتاريخه الحديث، 58 دولة، و225 ألف ناخب، أي عملية لوجستية وتقنية وإدارية وأمنية كبيرة جدا”.

وستبدأ عمليات الفرز يوم 15 أيار(مايو) الحالي في بيروت، بحسب هاشم، الذي عزا ذلك حتى “لا تؤثر النتائج على نتيجة الانتخاب في لبنان وتنعكس سلبا أو إيجابا على أي فريق”.

وستنقل صناديق الاقتراع في خارج لبنان بواسطة البريد السريع وستصل تباعا إلى بيروت وتنقل للخزنة المركزية في مصرف لبنان وتحفظ هناك لحين 15 أيار(مايو) حيث يجري فتحها مع فتح الصناديق في بيروت عند 7 مساء يوم الاقتراع على ما شرح هاشم.

والانتخابات البرلمانية هي الأولى بعد انتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحمّلتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة.

وينظر كثر إلى الانتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته أزمات متراكمة.

وأعلن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الخميس، أنه يمكن للبنانيين في الخارج، الاقتراع في 592 قلماً موزعين على 205 مراكز معظمها في السفارات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية.

وبحسب بيانات الخارجية، فإن أكثر من 225 ألف ناخب سجلوا أسماءهم.

وكان نحو 50 ألف مغترب أدلوا بأصواتهم في انتخابات عام 2018، من إجمالي قرابة تسعين ألفاً سجلوا أسماءهم.

ورغم ارتفاع في عدد المغتربين المسجّلين مقارنة مع الانتخابات الماضية، إلا أن الرقم يُعتبر ضئيلاً جدا بالمقارنة مع وجود ملايين اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم.

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي ومع تدهور نوعية الحياة في البلاد، اختارت عائلات كثيرة وخريجون جامعيون جدد وأطباء وممرضون وغيرهم الهجرة في العامين الماضيين، بحثاً عن بدايات جديدة بعدما فقدوا الأمل بالتغيير والمحاسبة.

ويعلّق المرشحون المستقلون والمعارضون آمالهم على أصوات هؤلاء.

وبحسب تقرير نشرته مبادرة الإصلاح العربي، وهي منظمة بحثية تتخذ من باريس مقراً لها، الشهر الحالي، فقد اختار 6% من الناخبين في الخارج عام 2018 مرشحين على قوائم المعارضة، في حين اختار 94% مرشحين من الأحزاب السياسية التقليدية.

وقبل أربع وعشرين ساعة من بدء الاقتراع، دخل لبنان في “الصمت الانتخابي” الذي يُمنَع بعده القيام بحملات إعلامية وتصريحات انتخابية.

وبعد انتهاء عمليات التصويت، تُنقل صناديق الاقتراع بعد إقفالها بالشمع الأحمر عبر شركة شحن خاصة إلى لبنان لإيداعها في البنك المركزي، على أن يتم فرزها واحتساب الأصوات في ختام الانتخابات في 15 أيار(مايو).

وبعدما كانت الآمال معلقة على أن تُترجم نقمة اللبنانيين في صناديق الاقتراع لصالح لوائح المعارضة ومجموعات جديدة أفرزتها الانتفاضة الشعبية، يرى خبراء أن قلّة خبرة خصوم السلطة وضعف قدراتهم المالية وتعذر توافقهم على خوض الانتخابات موحدين، يصبّ في صالح الأحزاب التقليدية.

وتجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن عزوفه عن خوض الاستحقاق.
فتحت مراكز الاقتراع عدد من الدول العربية أبوابها أمام الناخبين اللبنانيين صباح الجمعة، في دورة الاقتراع الأولى للانتخابات النيابية.

وتستكمل انتخابات المغتربين في دورتها الثانية في سائر الدول الأخرى ومن ضمنها الامارات الأحد المقبل.