نحن بحاجة إلى صوتك يا أبو الوليد

أقلام _ مصدر الإخبارية
بقلم/ معتز خليل
أثار انتباهي الكلمة المهمة التي ألقاها السيد خالد مشعل رئيس حركة حماس الخارج ، المتعلقة بالاستراتيجيات التي يجب أن تنتهجها حركة حماس في الفترة المقبلة.
مشعل دعا في هذه الكلمة إلى تبني استراتيجية واضحة لتحرير المسجد الأقصى وتشكيل ما يمكن وصفه بجيش الأقصى من الأمة ، بحيث يكون لجميع العرب أسهم في هذا الجيش، مشددا في الوقت ذاته إلى أهمية الحراك الجماهيري والسياسي والإعلامي والدعم المالي.
مشعل قال في هذه الكلمة التي ألقاها خلال اجتماع الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين والائتلافات التخصصية إن المطلوب في المرحلة القادمة هو استراتيجية ثابتة وواضحة لتحرير المسجد الأقصى”، مضيفا أن “معركة الأيام الأخيرة في ساحات المسجد قادها بضعة مئات من الشباب والنساء المرابطين والمعتكفين فيه”، وأشار إلى أنهم “استماتوا في حمايته والدفاع عنه نيابة عن الأمة جمعاء، وقد تحقق ما أرادنا فنصرنا الله على عدونا، وأوهن كيدهم وقوتهم، وأرغمناهم على التراجع”.
وتابع قائلا إن هذه الأحداث أكدت أن الحياة الحقيقية هي أن نعيش تحت مظلة الجهاد والمقاومة والرباط، وما أعظم أن يكون ذلك تحت راية القدس وفلسطين، وإذا لم تجتمع الأمة على الأقصى، فعلى ماذا تجتمع؟”.
إلى هنا أنتهيت تصريحات مشعل ، التي أود أن أشيد بها ، خاصة وأنها تعتمد على استراتيجية أصيلة وهي أن للفلسطينيين وحدهم حق الدفاع عن الأقصى بدلا من إقحام أو توريط اي طرف عربي أو إقليمي في هذه القضية. واعتقادي الشخصي أن أبو الوليد كان يرد على تصريحات السيد يحيى السنوار رئيس مكتب حركة حماس في غزة ، والذي أقحم إيران في قضية الأقصى ، بل وأشار إلى دور قوى إقليمية.
وفي ذات الوقت عمد السيد يحيى السنوار إلى انتقاد مصر والإمارات والبحرين والمغرب باعتبارها من الدول المجتمعة في النقب ، رغم أن السنوار يعرف تماما أهمية دعم هذه الدول للقضية الفلسطينية.
وأعتقد أن شعوب هذه الدول لا تزال متعلقة بالقضية الفلسطينية بل تؤيدها ، والشارع المصري والإماراتي والبحريني والمغربي يتحدث بلغة فلسطين الغالية العزيزة بعيدا عن أي توجه رسمي آخر.
أرى أن السنوار تجاوز الكثير من هذه الحقائق في كلمته الأخيرة التي أتسمت بالعصبية، وأعتقد أن حديث خالد مشعل كان أكثر هدوءا وأكثر ذكاء سياسيا من أي حديث آخر أدلى به السنوار.
أعرف أن الكثير من شباب حركة حماس أعجبوا بالكلمة الحماسية للسنوار ، إلا أن الحماسة والانتقاد والهجوم الشرس لا يجب أن يوجه للأخوة العرب ، يا ابو ابراهيم أنت كريم وذات أصل كريم وتاريخك في معتقلات الاحتلال يغني عن الحديث عن اى نقطة ، إلا أن العقلاء في حركة حماس يجب أن يعترفوا بصعوبة كلمتك الأخيرة التي أثارت انتقادات عربية وإقليمية غير مبررة.
عموما دوما أرى أن صوت العقل والحكمة هو الأفضل …وأعلم أن بحركة حماس عقلاء وأناس محترمين لا يحتاجون شهادتي أو شهادة غيري ، وجميعهم يعرفون ما أصبو إليه بل وأجزم بأن الكثيرين منهم عارضوا توجه كلمة أبو إبراهيم.
كل عام وأنتم بخير ….وعاشت فلسطين حركة دوما