محللون: العمليات الفدائية مستمرة لتثبيت الحق الفلسطيني في الوجود

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

لا يزال صدى العمليات الفدائية والتي كان أخرها عملية مقتل حارس الأمن الإسرائيلي في مستوطنة “أرائيل” المُقامة على أراضي المواطنين شمال الضفة الغربية المحتلة ينتشر في كل الأرجاء، خاصةً بعد تبني كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح مسؤوليتها الكاملة عن العملية، وفي ظلِ تساؤلاتٍ عن إمكانية انتقال العمل المُسلح إلى مُدن الداخل الفلسطيني المحتل.

يقول المختص في الشؤون الاستراتيجية عبدالله العقاد: إنه “ليس أمام الشعوب المُحتَلة إلا المقاومة سيما عندما يُقاوم الإنسان لتثبيت حقه في الوجود وتقرير مصيره، مؤكدًا: “مَن يُجرم المُقاوم هو مجرمٌ بموجب القانون الدولي”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “استمرار المقاومة بأشكالها كافة ومنها العمليات الفدائية في ظل وجود احتلال عنصري حسب ما وصفه تقرير منظمة العفو الدولية “أمنستي”، يُمارس كافة أشكال البطش والاعتداء والتخريب والإرهاب بحق المدنيين العُزل والأطفال والأمنيين يعتبرُ أمرًا طبيعيًا على أرض الواقع”.

المقاومة ردة فعل طبيعية

وأكد العقاد، على “ضرورة دعم الشعوب المُقاوِمَة للاحتلال وتعزيز حقها في النضال، خاصةً وأن الاحتلال يُمارس أكبر الجرائم السياسية المتمثلة في تهجير السُكان وبناء المستوطنات وشرعنة وجوده على أرض فلسطين، والمقاومة هي ردةُ فعلٍ طبيعية لوجود كيان مُغتصب قائم على سياسة الإرهاب والقتل والتنكيل”.

وبيّن أن الاحتلال ارتكب أكثر من 195 جريمة وفق تقرير صادر عن مجلس حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، بما يُمثل تنكرًا واضحًا للأعراف والاتفاقات والالتزامات كافة، معتبرًا أن التلويح بمنع التسهيلات أو تقييد حركة تنقل العُمال والتضييق عليهم يأتي في إطار استكمال سلسلة جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم.

انقسام داخلي

ولفت إلى الشارع الإسرائيلي يشهد انقسامًا حقيقيًا بين اليمين المتطرف واليمين الراديكالي، لكن كلاهما يميلان إلى مزيدٍ من العنف والإجرام والبطش والتهويد وإنكار الحق الفلسطيني على هذه الأرض، سيما وأن الاحتلال قائم على فلسطين على اعتبار أنها “أرض بلا شعب”.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني قائم على هذه الأرض، ويُمثل النسبة الأكبر لمواطني الداخل المحتل بنسبة أعلى من المستوطنين المتطرفين وغيرهم، لافتًا إلى أن الأحزاب اليمينة تُمارس الابتزاز بكافة أشكاله ضد الفلسطينيين ومنه تدنيس المسجد الأقصى، استباحة المقدسات، طمس هوية المدينة المقدسة، تهجير أهالي حي الشيخ جراح وغيرها.

وأوضح أن ما كان يُسمى بالصوت المُعارض “الحركات اليسارية” بات تميل إلى التطرف والإرهاب بنسبٍ متفاوتة أكثر من ذي قَبل، وهي تسعى للتصعيد ضد الفلسطينيين بدعوة قوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين.

تناقض داخلي

وأشار إلى أن الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه نفتالي بينيت يُعاني من تناقضٍ داخلي، لكنه اتفق على اسقاط نتنياهو ونجح في ذلك، خاصة بعد الفشل الذريع الذي مُنِيَ به بعد معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة خلال شهر مايو من العام الماضي.

ولفت إلى أن الجهاز الأمني الاستخباري لدى الاحتلال سجّل كثيرًا من الإخفاقات والتي كانت أبرزها فشل وحدة سيرت ميتكال في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، والذي وصفها محللون عسكريون بأنها أسوء عملية يتعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

توقف العمليات مرهون بالاحتلال

ونوه العقاد إلى أن ما يزيد من عمليات المقاومة هو تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم مع مزيدٍ من الوحشية والفاشية في إطار المناورة السياسية الداخلية، لافتًا إلى أن توقف العمليات الفدائية مرتبط بوجود الاحتلال فهي مستمرةٌ ما دام الاحتلال جاثم على أرض فلسطين.

وفيما يتعلق بإعلان كتائب شهداء الأقصى تبنيها عملية مقتل حارس الأمن الإسرائيلي أول أمس فقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن “إعلان كتائب شهدا الأقصى مسؤوليتها عن عملية مقتل الحارس الأمني لمستوطنة أرئيل الليلة الماضية تصبح أضلاع المقاومة اكتملت”.

الصورة اكتملت

وأعرف الصواف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، عن أمله باستمرار وتلاقي أضلع المقاومة كافة مع بعضها البعض لتُشكّل مشهدًا يتوق لرؤيته الجميع، إلّا أنه عاد في الضفة لتكتمل الصورة التي يخشاها الاحتلال وأعوانه ولا يرغبون تكرارها بالعودة إلى العمل المُسلح كتفًا بكتف مع أجنحة المقاومة”.

وأكد على أن كتائب الأقصى هي جزءٌ أصيل من عمل المقاومة التي ترسم طريق التحرير وكنس الغاصب وعودة المهجرين ، هذا الوحدة هي أول الطريق نحو تحرير الأرض وعودة الكرامة، وهي دليل على هزيمة مشروع أوسلو وبداية انكسار أصحابه.

أقرأ أيضًا: الاعلام العبري: مقتل حارس أمن في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة أرئيل