52 عاماً على ذكرى معركة الكرامة ..التحام دماء الشعبين الفلسطيني والأردني

فلسطين المحتلةمصدر الإخبارية

تُصادف اليوم السبت، الذكرى الـ52 لمعركة الكرامة، التي التحمت بها دماء الشعبين الفلسطيني والأردني، وبدأت فجر 21 مارس/آذار، عام 1968 بين الجيش الأردني والفلسطينيين، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وسجلت إنتصاراً بعد قتال استمر 15 ساعة.

يحتفل الفلسطينيون في الحادي والعشرين من آذار من كل عام بذكرى معركة الكرامة، ويعتبر هذا اليوم يوماً مجيداً في تاريخ فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية؛ إذ تعد معركة الكرامة أول انتصار عربي وفلسطيني على آلة الحرب الإسرائيلية بعد هزيمة عام 1967.

تمكنت قوات المقاومة الفلسطينية وجيش الأردن الشقيق وسكان قرية الكرامة من صد هجوم شرس، شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قرية الكرامة الأردنية؛ بهدف التوغل في أراضي المملكة وإبعاد خطر المقاومة الفلسطينية التي استقرت في هذه القرية، وبدأت تعد نفسها بعد نكسة عام 1967.

في هذا اليوم عام 1968م ، شنت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي قوامها أربعة ألوية ووحدات مدفعية وأربعة أسراب من الطائرات القاذفة، إضافة الى طائرات عمودية؛ برفقة خمسة عشر ألف جندي، هجومًا واسع النطاق على الضفة الشرقية لنهر الأردن، في منطقة امتدت من جسر الأمير محمد (دامية) شمالاً حتى جنوبي البحر الميت. بدأت القوات الإسرائيلية هجومها عند الساعة الخامسة والنصف من صباح 21 آذار 1968 على أربعة محاور، وهي: محور العارضة، ومحور وادي شعيب، ومحور سويمة، ومحور الصافي؛ ولكن المعارك الرئيسة دارت فعلاً على المحاور الثلاثة الأولى.

اصطدمت القوات الإسرائيلية الغازية بمقاومة عنيفة من الفدائيين الفلسطينيين من أبناء حركة فتح وقوات الجيش الأردني، بلغت ذروتها بعد الساعة العاشرة صباحًا؛ حيث دارت معارك بالسلاح الأبيض والأحزمة الناسفة؛ وفي الساعة الحادية عشرة والنصف طلبت إسرائيل إزاء خسائرها؛ ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من الجنرال أودبول (كبير المراقبين الدوليين) وقف إطلاق النار، وتم انسحاب آخر جنود الاحتلال في الساعة الثامنة والنصف مساء؛ وتكبدت إسرائيل خسائر إضافية خلال انسحابها جراء القصف المدفعي الأردني وكمائن المقاومة الفلسطينية المنتشرة على كافة المحاور.

استمرت معركة الكرامة الدامية خمس عشرة ساعة، خسر فيها الجيش الإسرائيلي مائتان وخمسين جندياً؛ إضافة إلى نحو أربعمائة وخمسين جريحًا؛ بينما إرتقى من الجانبين الفلسطيني والأردني نحو مئة وخمس وثمانين شهيداً، ونحو مئتي جريح.

شكلت هذه المواجهة العسكرية التي عرفت بـ”معركة الكرامة” أول اشتباك عسكري مباشر وجهًا لوجه بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وقوات المقاومة الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع الجيش الأردني من الجهة الأخرى.

ومن نتائج المعركة أيضًا هزيمة الجيش الإسرائيلي مخلفًا أعدادًا كبيرة من الآليات المدمرة والمعدات العسكرية؛ وفشل إسرائيلية في تحقيق أي من أهدافها.

معركة الكرامة رمز من الرموز المشتركة التي يفخر بها كل من الشعبين: الفلسطيني والأردني؛ فقد مثلت انتصار الحق والإيمان والإخلاص للقضية الفلسطينية، وأكدت أن الجندي العربي قادر على هزيمة الجيش الإسرائيلي، إن تمتع بالروح المعنوية والإعداد الجيد.

الثابت أن هذه المعركة كانت دافعاً كبيراً للشعب الفلسطيني للاستمرار في المقاومة، وشكلت نقطة تحول في الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي؛ فتطوع آلاف الشباب الفلسطيني والعربي للانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية وحركة “فتح”؛ وانطلقت المظاهرات تستقبل الشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة؛ وازداد اهتمام الصحافة العالمية بالفدائيين الفلسطينين وقائدهم (الرئيس الراحل ياسر عرفات).

وفيها قال الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات: “إن معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي”.