الاحتلال- الشرطة الإسرائيلية النكبة

قيود الاحتلال تنغص على مسيحيي مدينة القدس احتفالهم بعيدهم

القدس- خاص مصدر الإخبارية

وصلت نريمان خوري البالغة من العمر 21 عاماً برفقة أفراد عائلتها الأربعة بصعوبة إلى كنيسة القيامة في مدينة القدس، للاحتفال بـ “سبت النور”، الذي يسبق “عيد الفصح المجيد”، والذي يحل يوم غدٍ الأحد على التوقيت الميلادي.

تقول نريمان في حديث خاص لـ “شبكة مصدر الإخبارية” إنه الصعوبة في الوصول جاءت بسبب قيود الاحتلال التي فرضت منذ الصباح الباكر في شوارع مدينة القدس كافة.

وتشير إلى أنهم تعرضوا لاعتداءات وضرب على الحواجز الإسرائيلية، في عادة سنوية يواجهونها من الاحتلال الذي لا يمنح حرية العبادة على حد زعم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.

ويجري خروج النور من كنيسة القيامة فقط في عيد القيامة أو في السنوات التي يكون فيها العيد موحداً عند التقويم الشرقي والغربي، وينتظر الجميع في حشود انبثاق النور المقدس للبدء في احتفالات عيد القيامة.

ويحتفل المسيحيون هذا العام بسبت النور وعيد الفصح في ظل تضييق الاحتلال الإسرائيلي على الوافدين وتحديد أعدادهم بنحو 1000 شخص، في حين قبلت المحكمة العليا الإسرائيلية استئنافاً ضد محاولات تحديد عدد المحتفلين وتضييق مرورهم من البلدة القديمة، ما يفتح الطريق أمامهم.

إصرار على الاحتفال بالأعياد

وذكرت الشابة خوري التي تسكن في قرب بلدة سلوان في مدينة القدس، إلى أن إصرار الأهالي على الوصول للكنيسة وإقامة فعاليات الاحتفال بـ “سبت النور”، لافتةً إلى أنهم نجحوا بالوصول بعد تجاوز الحواجز الإسرائيلية ومواجهات جانبية اندلعت مع بعض عناصر الشرطة.

ودعت الشابة في ختام حديثها، دول العالم أجمع لضرورة النظر إلى الإجراءات الإسرائيلية في القدس، بحث المسيحيين والمسلمين على حد سواء، خاصة مع تصاعد الاعتداءات والتعدي على الحريات الدينية، على حد وصفها.

من جانبها عبّرت الشابة ريما حنا (31 عاماً) في حديثها لشبكة “مصدر الإخبارية” عن غضبها الشديد من التدخلات الإسرائيلية بحرية العبادة والأديان، وسعيها الدائم لمنع كل ما هو غير يهودي.

وقالت إن استمرار الوضع القائم ينذر بانفجار كبير بالأوضاع داخل مدينة القدس وكل الأراضي الفلسطينية، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي ضد الاحتلال وسياساته العنصرية.

قيود غير مبررة

وتشير بيانات صادرة عن بطريركية الروم الأرثوذكس، إلى أنعدد المحتفلين في كنيسة القيامة سنويًا بيوم “سبت النور” يتراوح ما بين 10 آلاف و11 ألفًا، وهي السعة الطبيعية للكنيسة.

وذكرت في بيان إلى أنه لم يجر طوال السنوات العديدة الماضية أي حادثة مست بسلامة المصلين، موضحة أن تحجج الشرطة الإسرائيلية بأنها تقيد عدد الحضور بسبب “السلامة العامة” يفتقد إلى أي سند منطقي.

وقالت البطريركية: “إذا كان التذرع بالسلامة العامة هو السبب لتخفيض عدد المصلين داخل كنيسة القيامة، فلماذا هناك قيود على التواجد في ساحتها أو سطحها أو الأحياء المجاورة لها أو حتى مداخل البلدة القديمة وخاصة من ناحية باب جديد وباب الخليل، المدخلين الرئيسين لكنيسة القيامة والحي المسيحي؟”.

اعتداءات على المسيحيين

الفلسطيني أيهم عواد يسكن أحد أحياء مدينة القدس، يقول في حديث لشبكة مصدر الإخبارية، إن ما جرى اليوم في طريق السماح للمسيحيين بالاحتفال بـ “سبت النور” يدل على العقلية الإسرائيلية الهمجية في مواجهة كل ما هو فلسطيني وليس يهودياً.

وأضاف أن عناصر الشرطة الإسرائيلية اعتدوا عليه بالضرب على منطقة البطن بالهراوات على أحد الحواجز وهو ما استدعى لوجود آلام كبيرة لديه لم تهدأ منذ ساعات الصباح، لافتاً إلى أنه من الضروري أن تقف جميع الجهات عن مسؤوليتها تجاه الاعتداءات المتكررة على المسلمين والمسيحيين.

ولفت عواد البالغ من العمر 43 عاماً، إلى أنهم كانوا متوقعين مواجهة كل تل الإجراءات الإسرائيلية، خاصة وأن الاحتفال بعيدهم يأتي بعد أسبوع دامٍ عاشته مدينة القدس إثر الاعتداءات في المسجد الأقصى التي ترافقت مع عيد الفصح اليهودي، الذي انتهى مساء الخميس.

ومن باب المقارنة، قال عواد، جميعنا شاهد كيف كانت الشرطة تؤمن دخول المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وتعتدي على الفلسطينيين لأجل ذلك ولتسهيل الاحتفال بأعيادهم المزعومة، وهذا يدلل على ازدواجية المعايير التي يتم التعامل بها من الجانب الإسرائيلي، على حد تعبيره.

وخلال الأسبوع الماضي سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، بحجة الاحتلال بما يسمى بـ “عيد الفصح اليهودي”.

وعلى إثر ذلك هددت فصائل، الفلسطينية بغزة أكثر من مرة بالرد على انتهاكات الاحتلال بالقدس والضفة إذا لم يرفع العدو يده عنهما.

وشهدت الأيام الماضية تفاعلاً واسعاً مع قضية الأقصى وتضامناً عربياً ودولياً مع ومع الأهالي الذي يخوضون معركة الدفاع عنه.

وعجت منصات التواصل الاجتماعي منذ الأسبوع الماضية، بالمنشورات والتغريدات التضامنية مع الأقصى والداعية إلى نصرته والشد الرحال إليه في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة.

Exit mobile version