مصدر الإخبارية تكشف المستور حول ارتفاع أسعار الملابس في قطاع غزة

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

تشكو المواطنة أم خالد الجاروشة ارتفاع أسعار الملابس في أسواق قطاع غزة مع إقتراب عيد الفطر السعيد، خاصة للأطفال، في وقت أرجع تجار الارتفاع للزيادة الكبيرة في تكاليف الشحن العالمي، والضرائب العالية التي يدفعونها.

وقالت الجاروشة في جولة أجرتها شبكة مصدر الإخبارية، على المحلات التجارية في حي الرمال بمدينة غزة، إنها تفاجأت عند قدومها لشراء ملابس العيد لأطفالها الخمسة بارتفاع الأسعار الكبير، ووصول سعر بدلة الطفل 5 سنوات إلى ما بين “80 و120 شيكلاً”.

وأضافت الجاروشة، أن أسعار الملابس في الأسواق لا تتناسب مع مستوى المعيشة في قطاع غزة، لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ومحدودية الدخل لعدد كبير من المواطنين.

وأشارت الجاروشة إلى أن المشكلة الحالية في أسواق قطاع غزة لا تقتصر على غلاء الملابس، بل افتقادها للنوعية والجمال في الموديلات.

ولفتت إلى أنها قررت إنهاء جولتها في الأسواق بعد التشاور مع زوجها حول الأسعار، وتأجيل شراء الملابس لأطفالها لما بعد العيد على أمل انخفاض أسعارها.

ارتفاع بنسبة 300%

ووصلت نسبة الارتفاع في أسعار الملابس مقارنة بالسنوات الماضية 300% وفق تجار غزيين.

وتبلغ نسبة البطالة في قطاع غزة 49%، بواقع وجود 374 ألف عاطل عن العمل، بينهم 151193 خريجاً، و10246 مهنياً، و145976 عاملاً.

عيد للاغنياء فقط

بدورها، قالت المواطنة أم أحمد الدالي، إن العيد سيكون للأغنياء فقط، ولن تدخل الفرحة في قلوب الكثير من الفقراء في ظل عدم قدرتهم على مواكبة الارتفاع الكبير في أسعار الملابس.

وأضافت الدالي لشبكة مصدر الإخبارية، أن المواطنين بالكاد يستطيعون تأمين حاجاتهم الأساسية التي شهدت أيضاً ارتفاعاً كبيراً في الأسعار بسبب جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وأشارت الدالي، إلى أن الأسعار في أسواق القطاع شبه متساوية، جميعها “مرتفعة”.

ودعت لضرورة ضبط الأسعار مساواة بباقي السلع، مؤكدةً أنها الملابس تصبح “أساسية” في المواسم، ولا يصح التعامل معها كجزء من الكماليات.

تجار يوضحون

من جهته، قال التاجر محمد شحادة، إن ارتفاع أسعار الملابس يرجع للتكاليف العالية لأسعار النقل والشحن العالمية.

وأضاف شحادة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن تكلفة شحن الحاوية 40 قدم ارتفع من قرابة 2000 دولار أمريكي إلى 18 ألفاً، مع الرسوم الجمركية التي تدفع على ميناء اسدود وأخرى لصالح السلطة الفلسطينية والجهات الحكومية في غزة.

وأشار شحادة إلى أنه يتم احتساب تكلفة النقل والرسوم الجمركية على سعر الملابس وبيعها للمواطنين وفقاً لذلك، لافتاً إلى أن الخيارات أمام التجار “محدودة”.

واعترف شحادة، أن بعض الملابس العادية لا تستحق الارتفاع الكبير بالأسعار، لكن الزيادة أضيفت لها مساواة بباقي الأصناف، والتكلفة العالية للشحن والنقل.

وأرجع ارتفاع أسعار ملابس الأطفال مقارنة بغيرها، كون الجزء الأكبر منها مستورد من الخارج في ظل ضعف الإنتاج المحلي.

تكاليف الشحن تضيف شيكلاً واحداً على كل قطعة الملابس فقط

وفي السياق، قال رئيس جمعية النقل الخاص في قطاع غزة ناهض شحيبر، إن “الزيادة في أسعار الشحن العالمي إلى قطاع غزة لا تتجاوز 4 آلاف دولار أمريكي”.

وأضاف شحيبر في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن “سعر شحن الحاوية إلى غزة قبل جائحة كورونا كان يصل إلى خمسة آلاف دولار كحد أقصى، بعد الجائحة وارتفاع أسعار الطاقة، تبلغ الآن قيمة الزيادة على الحاوية 20 قدم 2000 دولار فقط، و40 قدم 4 آلاف دولار”.

وأشار شحيبر إلى أن الغلاء بسبب كورونا حول العالم شبه انتهى مع تعايش الغالبية العظمى مع الجائحة التي أصبحت جزءاً من الحياة.

وأكد شحيبر أنه عند احتساب وإضافة تكاليف الشحن والنقل العالمي إلى الملابس يعني أن الزيادة في سعر القطعة الواحدة “أقل من شيكلاً”.

ولفت شحيبر إلى أن التكاليف الإضافية الأخرى عبارة عن رسوم وجمارك تفرض على الشحنات القادمة لغزة.

وكان ناشطون أطلقوا على وسائل التواصل الاجتماعي حملة طالبوا فيها بخفض أسعار الملابس، وضرورة تدخل الجهات الحكومية لضبطها.

وقالت وزارة الاقتصاد الوطني، إن تستطيع التدخل فقط في السلع الأساسية، لافتةً إلى أنها تراقب أسعار الملابس في الأسواق المحلية لمنع الاستغلال والاحتكار.

وأضاف مدير السياسات بوزارة الاقتصاد أسامة نوفل، أن السبب بارتفاع أسعار الملابس يرجع لارتفاع تكلفة النقل، وارتفاع أسعار الطاقة وتداعيات جائحة كورونا.

وأشار إلى أن الأسعار ترتفع في المواسم مع زيادة الطلب، فمن الطبيعي ارتفاع الأسعار حالياً، لافتاً إلى أن الوزارة درست ملف ارتفاع الأسعار، ولن يسمحوا باستغلال المواطنين.