صواريخ غزة يجب ألا تكون بديلًا عن إشعال ساحة الضفة

آراء _ مصدر الإخبارية
بقلم/ د. صالح النعامي
يجب الحكم على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ردًا على الممارسات الإسرائيلية في القدس والضفة من خلال تحديد تأثيره على وتيرة المقاومة في الضفة تحديدًا.
إطلاق الصواريخ من غزة لا يمكن أن يكون بديلًا عن الفعل المقاوم في الضفة التي يفترض أن تكون ساحة المواجهة الرئيس مع إسرائيل.
ما لم يتم التوافق على إستراتيجية شاملة للمقاومة تضمن توفير الظروف التي تجعل الضفة الساحة الرئيسة للمقاومة؛ فصواريخ غزة لا يمكن أن تكون بديلًا عن هذه الإستراتيجية. الاستيطان والتهويد والاعتقالات والاغتيالات وجرائم التنظيمات الإرهابية اليهودية يوفر “شرعية دولية” للعمل المقاوم هناك.
نظرًا لوجود تباين في المواقف بين الفاعلين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية بشأن آليات المقاومة، فإنه يتوجب أولًا التوافق على هذه الآليات مرحليًا، على أن يتحمل جميع الفاعلين المسؤولية عن تبعات ما يتم التوافق عليه؛ مع العلم أن حيوية هذا التوافق يجب أن تدفع الجميع لتقديم تنازلات لتحقيقه.
من الواضح أن السلطة الفلسطينية ليس فقط لن تكون طرفًا في مثل هذا التوافق، بل أنها ستعمل على إحباطه بكل قوة. من هنا، فإنه يتوجب عزل السلطة عبر العمل على إقناع حركة “فتح” بأن تكون جزءًا من هذه الإستراتيجية، حتى لو تطلب الأمر التوافق على المقاومة الشعبية ذات الأسنان في هذه المرحلة.
الإستراتيجية الشاملة يجب ألا تعتمد على فعل الفصائل فقط، بل كل الحركات والفعاليات الجماهيرية والأطر الشعبية والنقابية الحقيقية؛ وهذا يمثل مسوغًا إضافيًا للتوافق على فكرة المقاومة الشعبية “ذات الأسنان”، التي تمثل تحديًا حقيقًا للمشروع الاستيطاني الاحتلالي في الضفة.
إطلاق صواريخ من غزة دون ضمان اشتعال ساحة الضفة، يلعب أحيانًا لصالح إسرائيل وعباس والسيسي. فإسرائيل تستغل ذلك في تبرير ضرب مقدرات حيوية جدًا للمقاومة، فضلًا عن أن بروز معضلة إعادة الإعمار واشتداد الحصار، يعزز مكانة نظام السيسي لدى واشنطن من خلال لعب دور الوسيط، في حين يضع عباس فيتو على مشاريع الإعمار.