مختصون لمصدر: تعليق عضوية الموحدة شكلي وهدفه كسب الرأي العام

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
أعلنت القائمة العربية الموحدة خلال الساعات الماضية، اعتزامها تعليق عضويتها في الائتلاف الحكومي والكنيست الإسرائيلية، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة في القدس وباحات المسجد الأقصى والتنكيل بالمصلين الوافدين إلى المسجد مِن مُدن وقُرى وبلدات الضفة الغربية والداخل المحتلين.
قرار شكليًا
بدوره قال المختص في الشؤون الإسرائيلية مؤمن مقداد: إن “تجميد القائمة المُوحدة عضويتها في الائتلاف الحكومي جاء بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت ووزير الخارجية يائير لابيد، ما يعني أنه قرارًا شكليًا هدفه امتصاص غضب الجماهير العربية نظرًا لاستيائهم من موقف منصور عباس رئيس القائمة الموحدة حِيال ما يجري في المسجد الأقصى”.
وأضاف خلال حديثٍ خاص لشبكة مصدر الإخبارية: أن “القائمة الآن تُعتبر في إجازة “شتوية” وقرار تجميد العضوية سيستمر لمدة أسبوعين فقط وفق صحيفة هارتس، ما يعني تحايلًا لإمتصاص الغضب الشعبي في الداخل الفلسطيني المحتل إزاء أحداث المسجد الأقصى”.
وأشار مقداد، إلى وجود خُطورة تكمن في استغلال الطرف المُعارض لهذا التجميد، حيث أن الوضع القائم يفتح شهية عضو الكنيست مازن غنايم الذي يعتبر الأكثر تشددًا في تصريحاته فيما يتعلق بموضوع القدس والأقصى.
وبيّن أن “هناك مخاوف لدى أطراف داخل الائتلاف من استغلال نتنياهو أو القائمة المشتركة لـ”خطوة الانسحاب الشكلية” بالتأثير على مازن غنايم أو بعض النواب في القائمة الموحدة لمغادرة الائتلاف الحكومي، وفي المقابل هناك ترجيح أن القائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة لا تُفضل هذا الخَيار “سقوط الحكومة” لأن البديل سيكون بنيامين نتنياهو وهم لا يُريدون العودة إلى الوراء”.
ولفت إلى أن “المخاوف الحقيقية تتمثل في حزب الليكود الساعي الدائم إلى إجراء مفاوضات كما فعل سابقًا مع النائب منصور عباس وأطرف آخرى، ويسعى للتفاوض مع المشتركة بهدف إحداث اختراق للتأثير على الحكومة الحالية”.
ولفت مقداد إلى أن تصريحات أعضاء الكنيست العرب حول الأقصى ليس لها أي تأثير على أرض الواقع، حيث تستمر حملات الاعتقالات والاعتداءات الإسرائيلية في القدس والأقصى وتصريحاتهم لم تعدُ كونها تهديدات لم تُنفذ وكان الهدف منها كسب موقف فقط، أما القائمة المشتركة بنوابها الطيبي وعودة فكان موقفهم أفضل من غيرهم حيث زار النائب أحمد الطيبي المسجد الأقصى تضامنًا مع المقدسيين، واطمأن على جرحى ومصابي الاعتداءات الإسرائيلية وشد من أزرهم لضمان مكان في أي حكومة مقبلة قد تُشكل خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي شاكر شبات: إن “نفتالي بينت ويائير لابيد يتفهمان قرار القائمة العربية تعليق عضويتها في الكنيست الإسرائيلي في الوقت الحالي، كون أحداث القدس والأقصى تُشعل ثورة عارمة في الداخل الفلسطيني المحتل”.
قرار تكتيكي
ووصف قرار القائمة الموحدة بأنه “تكتيكي” على اعتبار أن الكنيست حاليًا يقضي “الإجازة الشتوية”، مؤكدًا أنه لن يُؤثر على الائتلاف إلّا حال وُجد ضغوط داخل القائمة ذاتها أو مجلس الافتاء أو وجود حدثًا نوعيًا قد يُسهم بقرار الانسحاب الدائم وليس بشكلٍ موقت كما الوضع القائم الآن.
وأشار خلال حديث لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن منصور عباس أراد من خلال إعلان تعليق القائمة الموحدة عضويتها في صورة “المحب للأقصى والمُناصر لأهله” لكسب الرأي العام فقط، لكن حقيقة الأمر أن القائمة الموحدة ستبذل جهدها للبقاء داخل الائتلاف ولن تُفرط به أبدًا.
وأوضح أن “الرهان القائم الآن هو انتهاء أحداث المسجد الأقصى وتمرير أحداث عيد الفصح اليهودي الذي يسعى المستوطنون لإقامته عبر الزحف إلى المسجد الأقصى للممارسة “الشعائر الدينية”، على أن تعود الأوضاع لما كانت عليه قبل شهر رمضان المبارك“.
ونوه إلى أنه في حال تطورت الأوضاع بشكلٍ أكبر في ساحات المسجد الأقصى، فإن منصور عباس سيكون مجبرًا ومضطرًا للانسحاب الكامل من الائتلاف الحكومي، نتيجة الضغط الشعبي المُمارس عليه، نظرًا لحسّاسية المسجد الأقصى المبارك لدى المسلمين”.
لن نرضخ للابتزاز
من جانبه، عقب وزير الشتات الإسرائيلي، نحمان شاي، على تهديدات القائمة العربية الموحدة بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في أعقاب الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى المبارك.
وقال شاي، لإذاعة “كان” العبرية، “لا يمكننا التنازل عن أمن إسرائيل للحفاظ على الائتلاف، لن نرضخ لضغوط ولا لأي نوع من الابتزاز”.
دعوات للانسحاب من الائتلاف
وكان رئيس دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني محمد سلامة حسن، دعا القائمة العربية الموحدة للانسحاب من الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت.
وقال حسن خلال بيان صحفي له وصل مصدر الإخبارية نسخة عنه: “يا نواب القائمة الموحدة انتصروا لأقصاكم ومسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم، وانسحبوا فورا من ائتلاف جائر يستهدف أقدس مقدساتنا في فلسطين وبلاد الشام”
وأضاف: “لا ردّ الله حكومة تعتدي عبر شرطتها ووحداتها على الأطفال والنساء والشيوخ والشبان والصحفيين والحرّاس والعاملين، ولا تُبالوا بمن يقول: ما البديل؟”
وتابع: “لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها. إنّ الانحياز للأقصى والقدس والهوية والقضية لا ينبغي أن يكون محل نظر وموضع تفكير، انسحبوا فورا من الائتلاف، ولتذهب الحكومات الظالمة السابقة واللاحقة إلى الجحيم”
وأردف “لا تخافوا على أرزاق العباد لأنها مقسومة ومكفولة بيد الرزاق الله، وخافوا على أنفسكم وناخبيكم وشعبكم مِنْ مؤازرة مَنْ ينتهك حرمات رب العباد ويعتدي على المعتكفين والمرابطين في الأقصى مسرى ومعراج خير العباد صلى الله عليه وسلم”
يُذكر أن عضو الكنيست مازن غنايم هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت بالانسحاب شخصيًا من الائتلاف إذا لم تتوقف الممارسات الإسرائيلية بحق المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك.