كتيبة جنين - اجتياح جنين-كتيبة جنين

كتيبة جنين.. السور الصلب أمام محاولات الاحتلال اجتياح المخيم

خاص – مصدر الإخبارية 

على ألحان أغنية “باسم المخيم لم أمت واسأل جنين” خرج مسيرٌ ضم نحو 80 ملثماً بلباس عسكري حاملين أسلحتهم، ساروا متخبترين في أزقة مخيم جنين في الأول من أبريل (نيسان) الجاري، رافعين اسم “كتيبة جنين”.

كتيبةُ أرّقت جيش الاحتلال الإسرائيلي سيما في الأيام القليلة الماضية ولمع نجمها بشكلٍ لافت بعد دورٍ بطولي في التصدي لمحاولات الاحتلال اقتحام المخيم، واستشهاد بعض قادتها وعناصرها الذين كان آخرهم الشهيد أحمد السعدي الذي ارتقى في 9 أبريل 2022.

الإعلان الأول

كان الإعلان الأول عن تشكيل “كتيبة جنين” في سبتمبر (أيلول) 2021، في أعقاب عملية نفق الحرية، ونجاح الأسرى الستة (محمود العارضة، محمد العارضة، مناضل نفيعات، زكريا الزبيدي، يعقوب قادري، أيهم كممجي)، في استعادة حريتهم من سجن جلبوع، في بيان رسمي نشر عبر قناتهم على تطبيق “تلغرام” الذي تحوّل فيما بعد أداة لهم لنشر رسائلهم وخطاباتهم العسكرية.

وعبّرت الكتيبة في بيانها عن استعدادها للانضمام لـ “معركة الأسرى الفارين”، باحتضانهم والدفاع عنهم في المخيم، وعلى مدار خمسة أيام من عملية ملاحقة الاحتلال للأسرى الستة، نفذّ منتمي الكتيبة فعاليات “إرباك”، والتي تمثلت بتنفيذ عمليات إطلاق النار على الحواجز المحيطة في مدينة جنين، والخروج في مسيرات عسكرية داخل المخيم.

كان الهدف حينها، استعراض عتاد المقاومين وما يمتلكونه من سلاح، والتأكيد على استعدادهم للدفاع عن الأسرى واحتضانهم.

من السّرية إلى العلن

انتقال “كتيبة جنين” من السريّة إلى العلن لم يأتِ استجابة لحدث عملية نفق الحرية فحسب، إنما أتى بمثابة تصعيد تراكمي في فعل المقاومة في الضفة، وقد حفّزه العدوان على غزة وما رافقه من هبّة شعبية في مايو (أيار) 2021، بعد أن كانت في حالة غير تنظيمية من المقاومة متواجدة بين أزقة المخيم.

والكتيبة الناشئة هي امتداد لسرايا القدس، تستمد فكرها السياسي ومبادئها من حركة الجهاد الإسلامي، واستعارت اسمها من خطاب الأمين العام للحركة، زياد النخالة، الذي لقب فيه الأسرى الستة بـ”كتيبة جنين”.

يقول أحد مقاتلي الكتيبة في تصريح صحفي: “كتيبة جنين لا تقتصر في مقاومتها داخل المخيم، هي اليوم تمتد إلى مدينة جنين وريفها، وتمتد إلى نابلس ورام الله، وستمتد إلى كل مكان، وستكون موجودة للتصدي للعدو”، مضيفاً “نحن في حالة تصدي ورباط دائم في المخيم ولن نسقط سلاحنا”.

علاقتها بالشهيد العموري

ارتبطت الكتيبة باسم ابن المخيم الشهيد جميل العموري (25 عاماً)، الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في العاشر من يونيو (حزيران) 2021، ونعته حركة الجهاد كأحد كوادرها العسكرية في المخيم، والملقب بـ”مجدد الاشتباك” لدوره في تحفيز شباب المخيم على تنفيذ عمليات إطلاق النار، وهو من نفذ عدة عمليات استهدفت حاجزي الجلمة ودوتان في محيط جنين.

من هنا بدأ التشكيل الفعلي للكتيبة التي شكل نواتها الشهيد العموري، ورحل دون أن يراها تكبر ويتصاعد فعلها المقاوم، واتخذت من العموري أباً روحياً لها، ولم تعد تُذكر الكتيبة دون ذكر العموري.

صمود وتحدي وامتداد إلى كافة أنحاء الضفة

وحول مدى صمود الكتيبة، أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة، طارق عز الدين أن “كتيبة جنين ستصمد أمام هذه الموجة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال عليها وعلى محافظة جنين كما صمدت إبان انتفاضة الأقصى وإبان جريمة “السور الواقي” التي شنها المجرم شارون على مخيم جنين، وأحدثت فارقاً كبيراً في المواجهة مع الاحتلال، بعد استخدامه كافة الإمكانات للقضاء على المقاومة، ولم يستطع”.

وأضاف عز الدين في تصريح لمصدر الإخبارية، “نحن في هذا التنظيم، نعيش الحالة ذاتها التي عايشنها أثناء أحداث انتفاضة الأقصى، التي شكل فيها مخيم جنين محوراً لتخريج الاستشهاديين، وشرارة المواجهة مع الاحتلال حتماً ستنطلق من هذا المخيم”.

وحول وجود امتدادات أخرى للكتيبة في الضفة، قال إن “امتدادات الكتيبة أصبحت ظاهرة إيجابية وظاهرة يحتذى بها في الضفة المحتلة، فأصبح هناك كتيبة نابلس وكتيبة طولكرم وكتيبة طوباس وكتيبة بلاطة”، مضيفاً أن هذا  الأمر مؤشراً على أن هذا النموذج وهذه المقاومة الحقيقية أصبحت نموذجاً للعمل المقاوم في كافة أنحاء الضفة.

وضرب عز الدين مثالاً على “الشهيد سيف أبو لبدة الذي اغتيل على مدخل عرابة قضاء جنين، هو أصله من نور شمس، الذي متواجداً مع كتيبة جنين في إطار العمل المشترك، وأيضاً الشهداء الثلاثة، المبسلط والدخيل والشيشاني الذين اغتالتهم قوات الاحتلال في البلدة القديمة في نابلس، كانوا في وداع الشهداء في جنين وفي حضرة الكتيية” موضحاً أن هذا يؤسس مفهوم العلاقة الإيجابية مع كافة أطراف المقاومة.

وبشأن إمكانية تطوير قدرتها، قال عز الدين إن “إمكانية تطوير المقاومة كبيرة جداً  وتطورها وانتقالها لباقي المناطق، والدليل سلسلة عمليات إطلاق النار والاشتباكات المسلحة التي شهدناها مؤخراً، ومخاوف قوات الاحتلال من اقتحام أي منطقة أو أي قرية فلسطينية في الضفة، وهذا ما حدث في طوباس واليامون ليلة أمس، والاشتباك المسلح الذي اندلع هناك”.

وأكمل، “نحن نشهد اتساع رقعة المقاومة وانتقال ظاهرة كتيبة جنين لسرايا القدس لباقي مدن الضفة المحتلة ، وهذا ما يؤرق الاحتلال محاولاً شن هجمة شرسة على مدينة جنين ومخيمها للقضاء على سرايا القدس والكتيبة ومحاولة اقتلاعها من جذورها”.

وختم، بأن “هذا العمل المقاوم متأصل ومتجذر في الشعب الفلسطيني وليس بردة فعل عابرة، المقاومة الفلسطينية هي جزء أصيل من كيان الفلسطينيين الين يدافعون عن حقهم ووجوده ومقدساته، والدليل على هذا الأمر العمليات التي نفذت مؤخراً في النقب وفي قلب تل أبيب”.

تشق كتيبة جنين اليوم طريقها كامتداد للمقاومة المدافعة عن المخيم الذي ذاق مر جرائم الاحتلال، وكتجربة تخلق زخماً يرتقي بالحالة النضالية في الضفة المحتلة، وسط ظروف أمنية معقدة خلقتها سلطات الاحتلال وتبقي المجال مفتوحاً لبعض الأسئلة المتعلقة بإمكانية تطور هذه التجربة وتوسع أدواتها وفاعليتها الاستراتيجية، ومدى قدرتها على الاستمرار على النهج ذاته.

اقرأ/ي أيضاً: ماذا قال والد الشهيد محمد الدخيل لأهالي مخيم جنين؟

 

Exit mobile version