لم يتبقَ لإسرائيل خيارات.. مطلوب خطوات ردع مهمة

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: لما كانت التجربة المعروفة التي تفيد بان عملية تتلو عملية، وكل عملية تنفذ تمنح الهاما لمنفذي العملية التالية، ستكون حاجة الان الى خطوات ذات مغزى اكثر بكثير لاجل تقليص الخطر ومحاولة خلق ردع كبير قدر الإمكان).

دولة كاملة جلست مساء أمس أمام التلفزيون وشاهدت العملية بالبث الحي والمباشر. مطاردات في الشوارع وراء مخربين، صور جرحى، موجات شائعات، إحساس متعاظم من الغضب والقلق ومطالبة بالحل.

هذه العملية جاءت في توقيت حساس على نحو خاص. ليس فقط لان المكان والزمان الفوري – تل ابيب، المليئة بالمتنزهين، في مساء يوم الخميس، الذي هو أيضا اليوم الأول لاجازة الفصح – بل ايضا بسبب السياق الاوسع: عشية صلاة يوم الجمعة الأولى من رمضان، قبل اسبوع من عيد الفصح المسيحي، وبينما تبذل اسرائيل كل ما في وسعها كي تصد موجة الإرهاب الحالي، في ظل المحاولة لعدم اتخاذ أعمال جماعية.

حتى أمس كان يخيل أن هذا الجهد يعطي ثمارا ايضا. الجيش والشرطة اغرقا الميدان بالقوات. والشباك ركز اعماله – ونجح في احباط بضع عمليات قبل لحظة من ضربها لإسرائيل. على هذه الخلفية ايضا قررت القيادة السياسية تبني توصية محافل الامن بالسماح لرمضان بان يكون كالمعتاد؛ التسهيلات الاقتصادية وحرية الحركة التي ضمنت للفلسطينيين خطط لان تنفذ، وكذا تقييد الدخول للصلاة في الحرم كان يفترض أن يكون في الحد الادنى فقط.

كل هذا سيتغير بالتأكيد الآن. امس، وان كان لا يزال ليس واضحا من هم المسؤولون عن العملية ومن أين جاءوا، لكنه لم يتبقَ لاسرائيل الكثير من الخيارات: فلما كانت التجربة المعروفة التي تفيد بأن عملية تتلو عملية، وكل عملية تنفذ تمنح الهاما لمنفذي العملية التالية، ستكون حاجة الآن الى خطوات ذات مغزى اكثر بكثير لاجل تقليص الخطر ومحاولة خلق ردع كبير قدر الإمكان.
سيتركز الجهد الاساس بطبيعة الاحوال على الضفة وشرقي القدس ويترافق وتكثيف قوات إضافية ويحتمل أن ايضا بخطوة امتنعت عنها اسرائيل حتى الان في كل موجات الإرهاب في السنوات الاخيرة – الإغلاق التام. في خطوة كهذه يوجد ايضا خطر بنيوي لان التخوف من أن تقليص رزق الفلسطينيين من الضفة من شأنه ان يؤدي ببعضهم إلى أعمال متطرفة. ولا يزال بدا هذا امس كخطوة واجبه، ضمن امور اخرى لان مثل هذا الإغلاق سيفرض على اي حال على المناطق في الفصح اليهودي، مثلما في كل سنة، و تقديم موعده الان كفيل بالذات بأن يهديء الميدان.
بالتوازي مع الكفاح العسكري – الأمني، معقول ان تكون اسرائيل استخدمت أمس كل الروافع السياسية في محاولة لتهدئة الساحة الفلسطينية. هذا جهد يجري بالتوازي مع رام الله (بشكل مباشر ومن خلال الأمريكيين والأردنيين) وحيال غزة (من خلال المصريين). صحيح أن القطاع كان هادئا جدا في الفترة الاخيرة، ولكن من غير المجدي الرهان على أنه سيبقى هكذا الان؛ فمع ان ليس لحماس مصلحة في التصعيد، لكن ليس مؤكدا انها ستنجح في التحكم بكل جهة مارقة تسعى لان تنضم الان الى الاحتفال.

الأمن والحياة – قبل كل شيء

كل هذا يحصل بينما الساحة الداخلية لعرب اسرائيل لم تهدأ بعد من حقيقة أن العمليات في بئر السبع وفي الخضيرة نفذها عرب إسرائيليون، ومن موجة الاعتقالات لمويدي داعش والتي نفذت في اعقابها. هذا يستوجب من الشباك ان يوزع الجهود، ومن جهاز الامن كله أن يتحدى العادة المتمثلة بمحاولة العزل بين الساحات المختلفة. في السنة الماضية فشلت إسرائيل في عمل ذلك في حملة حارس الأسوار وعليها الآن أن تبذل جهدا اكبر بكثير كي تضمن الا تشتعل كل الجبهات معا في وقت واحد في المفترق الحساس للفصح اليهودي ورمضان.
هذا تحد مركب يصبح اكثر تعقيدا على خلفية الفوضى السياسية التي زجت فيها اسرائيل في الايام الاخيرة. لهذا السبب بالذات ينتظر من عموم الجهات ان تتصرف الآن بمسؤولية وبضبط للنفس وان تتذكر بانه مع كل الاحترام السياسة الحزبية – فان الامن والحياة يتقدمان على كل شيء آخر.