دراسة طبية حديثة تبعث الأمل لمرضى ألزهايمر

وكالات-مصدر الإخبارية

استطاع علماء من ثماني دول، من بينهم متخصصون في جامعة كارديف، دراسة المادة الوراثية لـ 111 ألف من مرضى ألزهايمر.

وشاركت ثماني دول، من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، في الدراسة التي أشرف عليها جان-شارل لامبرت، مدير الأبحاث في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية بالتعاون مع ويليامز وزميلتها ريبيكا سيمز في المملكة المتحدة، للتوصل لعلاج لمرضى ألزهايمر.

ويعد مرض ألزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالخرف، حيث يصيب نحو 850 ألف شخص في المملكة المتحدة، وتوصلت دراسة علمية مؤخرا إلى تحديد ما يزيد على 40 جيناً وراثياً على صلة بإصابة مرضى بألزهايمر للمرة الأولى، في خطوة تبعث الأمل في تشخيص وعلاج المرض بطريقة أفضل.

وخلصت نتائج الدراسة إلى أن المرض يصاب به الشخص نتيجة عوامل عدة، فضلاً عن التوصل إلى ما يثبت وجود بروتين معين يتسبب في التهاب يساعد على ظهور المرض لدى مرضى ألزهايمر.

وقالت جولي ويليامز، إحدى أعضاء فريق الإشراف على الدراسة، إن النتائج تعد “قفزة هائلة نحو إحراز تقدم” لمرضى ألزهايمر.

وأضافت ويليامز، مديرة مركز تابع لمعهد أبحاث مكافحة مرض الخرف بجامعة كارديف في المملكة المتحدة: “يساعدنا علم الوراثة باستمرار في تحديد آليات مرض معين نرغب في علاجه”.

ويأمل فريق الباحثين أن تفضي الاختبارات الجينية مستقبلا إلى تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر قبل ظهور أعراضه.

وحددت الدراسة، التي نشرتها دورية “نيتشر جينتكس” المعنية بعلم الوراثة، 75 جيناً وراثياً ذات صلة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، من بينها 42 جيناً وراثياً لم يعقد العلماء في الماضي صلة بينها وبين الإصابة بالمرض.

كما أكدت النتائج السابقة المتعلقة ببروتينات “أميلويد-بيتا” و”تاو”، التي تتراكم في الخلايا العصبية وحولها مع تطور مرض ألزهايمر، أن الالتهاب والجهاز المناعي يلعبان دوراً في المرض.

وقارنت الدراسة بين مجموعة شملت 111326 شخصاً يعانون من مرض ألزهايمر، ومجموعة مؤلفة من 677663 شخصاً سليماً بغية البحث عن وجود فروق في التركيب الجيني لدى الأشخاص.

وقالت ويليامز: “يمثل هذا الجهد قفزة هائلة نحو إحراز تقدم في عملنا من أجل فهم مرض ألزهايمر، من أجل إنتاج العلاج اللازم لتأخير الإصابة بالمرض أو الوقاية منه”.

وأضافت: “تدعم النتائج معرفتنا الكبيرة بأن مرض ألزهايمر هو حالة معقدة للغاية، مع الكشف عن العديد من المحفزات والمسارات البيولوجية وأنواع الخلايا التي تشارك في تطوره”.

وقالت: “تلعب مكونات جهاز المناعة دوراً كبيراً في تطور المرض”.

وتفسر ويليامز: “على سبيل المثال، الخلايا المناعية في الدماغ، والمعروفة باسم الخلايا الدبقية الصغيرة، مسؤولة عن إزالة الأنسجة التالفة، لكنها قد تكون أقل كفاءة لدى بعض الأشخاص على نحو قد يؤدي إلى سرعة الإصابة بالمرض”.

تقول وليامز :”تسهم عوامل ذات صلة بأسلوب حياة الشخص، مثل التدخين وممارسة الرياضة والنظام الغذائي، في تطور الإصابة بمرض ألزهايمر، والاهتمام بهذه العوامل حالياً يعد وسيلة إيجابية لتقليل المخاطر بأنفسنا”.

وأضافت: “على الرغم من ذلك فإن 60 إلى 80 في المئة من مخاطر الإصابة بالمرض تعتمد على جينات وراثية، وبالتالي لا بد من مواصلة البحث عن الأسباب البيولوجية وتطوير علاج تزداد حاجة ملايين المصابين بالمرض إليه في شتى أرجاء العالم”.

وقالت سوزان كولهاس، مديرة أبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر بالمملكة المتحدة: “سيقتضي الأمر جهداً منسقاً وعالمياً لتطوير علاج يغير شكل الحياة عند مرضى ألزهايمر، بيد أن هذه الدراسة الأساسية تبعث الأمل لدينا في نجاح الأبحاث العلمية، كما تتيح لنا فرصة العمل نحو أهداف علاجية جديدة”.