مركز حقوقي يحذر من تفاقم الأوضاع بسبب اعتداءات الاحتلال في باب العامود

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن منطقة باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية، شهدت اعتداءات يومية واسعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين، منذ بداية شهر رمضان، ضمن عملية ممنهجة لقمع أية تجمعات فلسطينية في المنطقة. أسفر ذلك عن إصابة مواطن على الأقل بجروح وعشرات آخرين برضوض، واعتقال 26 مواطناً، إلى جانب وضع شرطة الاحتلال أسلاكاً شائكة ومركزًا متنقلاً في المنطقة.

ووفق تحقيقات المركز، فمنذ ساعات صباح يوم السبت الموافق 32\4\2022، وبالتزامن مع أول أيام شهر رمضان، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواجد عناصرها في جميع الطرقات المؤدية الى منطقة باب العمود، وسط مدينة القدس الشرقية، ونصبت العشرات من الحواجز الحديدية عند مداخل الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، وفي الشوارع القريبة، ونصبت المزيد من كاميرات المراقبة، وكشافات الإضاءة في غرفة المراقبة المقامة في منطقة باب العمود.

وأضاف أنه في ساعات المساء، ومع توافد المصلين الى المسجد الأقصى، نشرت قوات الاحتلال عناصرها وضباطها على مدرجات باب العمود وساحتيه الداخلية والخارجية، ومع احتشاد العشرات من الفتية والشبان على المدرجات، ساد التوتر في المكان، ما دفع قوات الاحتلال لإغلاق بعض الشوارع الفرعية المؤدية إلى المنطقة، لمنع وصول المزيد من الفتية والشبان. في تلك الأثناء، ردد الشبان والفتية الهتافات الوطنية وألقوا الزجاجات البلاستيكية الفارغة تجاه قوات الاحتلال ومركباتها، في حين لاحقتهم تلك القوات واعتقلت خمسة مواطنين بعد أن اعتدت عليهم بالضرب.

وتابع أنه صباح الأحد، جاب عدد من ضباط الاحتلال والوحدات الإسرائيلية الخاصة مدرجات باب العمود والشوارع المحيطة بها، وشرعت قوات الاحتلال بنصب سياج حديدي على طول المنطقة اليسرى المقابلة لنقطة تتمركز فيها تلك القوات في ساحة باب العمود بالقرب من البوابة، لعدم تجمع المواطنين فيها.

وفي ساعات المساء وضعت قوات الاحتلال مركزًا متنقلًا لشرطتها بالقرب من مدخل منطقة المصرارة، بالتزامن مع اقتحام وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد للمنطقة. وعند حوالي الساعة 10:00 مساء، ومع بدء خروج المصلين من صلاة التراويح عبر باب العمود، كثفت قوات الاحتلال انتشارها في المنطقة، وشرعت بقمع الشبان المارين في الشارع المقابل لباب العامود، واعتدت عليهم بالضرب بعنف.

أشار إلى أن الأمور تطورت إلى اندلاع مواجهات امتدت الى الشوارع المحاذية، أشعل الفتية والشبان خلالها حاويات القمامة في شارع السلطان سليمان ورشقوا الحجارة والزجاجات الفارغة تجاه جنود الاحتلال، الذين أطلقوا قنابل الصوت والأعيرة المطاطية تجاه المتظاهرين. أدى ذلك إلى إصابة الشاب عبد الرحيم عز الدين بربر، 23 عاماً، بعيار معدني في فمه، استدعى نقله الى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج.

كما أصيب العشرات من المواطنين بجروح ورضوض جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالهراوات ورش غاز الفلفل. وخلال المواجهات، اعتقلت قوات الاحتلال 12 مواطناً، بعد أن اعتدت عليهم جميعاً بالضرب، ونقل اثنان منهم للعلاج في مستشفى تشعاري تصيدك في القدس الغربية وهما رهن الاعتقال.

وفي حوالي الساعة 9:30 مساء يوم الاثنين التالي، احتشد المئات من الشبان والفتية عند مدرجات باب العمود، وشرعوا بترديد العبارات والاغاني الوطنية. وإثر ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال المكان، وطالبت الشبان عبر مكبرات الصوت بمغادرته، ثم أطلقت قنابل الصوت تجاههم لتفريقهم، ما أدى الى اندلاع مواجهات في المنطقة امتدت إلى محيط باب الساهرة. واعتدت قوات الاحتلال على المتظاهرين بعنف، وأرهبت المارة من النساء والأطفال، وأوقفت عددًا من المركبات المارة لتفتيشها وتحري هويات سائقيها، واعتقلت 9 مواطنين بعد اعتدت عليهم بالضرب المبرح.

وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، القمع الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين، ومحاولتها فرض إجراءات أمر واقع جديدة تقيد حركة وتجمع الفلسطينيين في منطقة باب العامود، وهو الإجراء الذي بدأ بوضوح من بداية شهر رمضان، عبر نصب الأسلاك الشائكة وإقامة مركز متنقل جديد لإحكام السيطرة على المنطقة.

وحذر المركز من التداعيات الخطيرة لهذا العنف الإسرائيلي المتصاعد، والذي تحاول خلاله تلك القوات فرض أمر واقع جديد يمس بالحقوق الفلسطينية، مذكرًا بأن اعتداءات مماثلة ضمن سياق آخر من الانتهاكات الإسرائيلية في رمضان العام الماضي، تطورت إلى مواجهة وعدوان واسع على غزة أسفر عن آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى.

اقرأ أيضاً:الإفراج عن محافظ القدس عدنان غيث ومنعه من دخول الضفة