عائلات شهداء 2014 حقوق ضائعة وتدخلات حكومية خجولة

رؤى قنن _ مصدر الإخبارية

 في الوقت الذي مر فيه أكثر من سبع سنوات  على العدوان الاسرائيلي ضد غزة في العام 2014، قضى خلال أيامه الواحد والخمسون أكثر من 2100 شهيد، وخلّف آلاف الأطفال من الأيتام والمئات من النساء الأرامل أصبحت بلا معيل لأسرهن، لم يتم اعتماد هذه العائلات ضمن برنامج مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، حتى اليوم، ولم تتلقى أي مخصصات منذ عام 2014 بدعوى الانقسام السياسي وغياب التمويل.

 

وأقرّ القانون الأساسي لـ”منظّمة التحرير الفلسطينية” عام 1965 رواتب ثابتة لعائلات الشهداء الفلسطينيين، وظلّت تُصرَف لهم منذ ذلك العام، الى أن توقّف السلطة عن صرفها، تحت حجة الظروف السياسية والمالية.

ماهر بدوي، وهو الأمين العام لـ”اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء”، قال إن عدد عوائل الشهداء التي ترفض السلطة صرف رواتبها يبلغ 1833 أسرة.

ويؤكد: “منذ سنوات، ونحن نتلقّى وعوداً بصرف الرواتب أسوة ببقية عائلات الشهداء، إلّا أن مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى تتنصّل من التزامها، بذريعة الانقسام والضائقة المالية”.

وأضاف: “تَوجّهنا إلى كلّ الحكومات في رام الله وغزة بضرورة إنهاء الأزمة، لأن عائلات الشهداء التي فقدت معيلها لا تملك اليوم قوت يومها، مبينا أنهم حتى الآن لم يلمسوا أيّ خطوات عملية لإنهاء هذه المعاناة.

وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قراراً بحلّ “التجمّع الوطني لأسر الشهداء”، والذي كان يمثّل النقابة التي تطالب بحقوق تلك الشريحة.

 

معاناة لا تتوقف

ووفق لما ينقله أهالي الشهداء المطالبين بحقوقهم عن انتصار الوزير مديرة “مؤسّسة رعاية الشهداء والجرحى”، فإن رئيس السلطة الفلسطينية هو الوحيد  مَن يمتلك قرار إنهاء هذا الملف.

أم علي القايض، سيدة تمثل الشريحة الأكبر من هذه العائلات وهي والدة لثلاثة شهداء عام 2014، عادة ما تشارك في كل الفعاليات الاحتجاجية، فهي كما تقول لشبكة مصدر الإخبارية لم تعد قادرة على مواجهة متطلبات الحياة لأطفالها، وتشعر بأنها عاجزة عن تأمين حاجاتهم ومتطلباتهم اليومية.

زوج أم علي المسن مصاب بمرضَي القلب والسرطان، ولا يستطيع القيام بمسؤولياته في اعالة عائلته المكوّنة من تسعة أشخاص، موجها ندائه  لكلّ الفصائل والشخصيات الرسمية والحكومات ” نحن من ضحى ويضحي ولا يجوز ان نبقى نتسول حقوقنا وحقوق أبنائنا الشهداء”.

 

القيادة تتحمل المسئولية

علاء البرواي المتحدّث باسم عائلات الشهداء، حمل في حديثة لشبكة مصدر الاخبارية،  مسؤولية اهمال عائلات الشهداء منذ سنوات طويلة للقيادة الفلسطينية وقادة العمل الوطني، مشيراً إلى أنهم أرسلوا العديد من المناشدات الرسمية والشعبية  والاعلامية لحلّ قضيتهم إلى القيادة الفلسطينية، وإلى قيادات الفصائل، دون تلقي أي ردود ايجابية على هذه المناشدات.

 واكد المتحدث باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى في قطاع غزة، عن تلقيهم خلال بداية العام الحالي وعود حقيقية من لجنة متابعة العمل الحكومي بصرف رواتب أسر الشهداء والجرحى من عدواني 2014 و2021. معتبرا إعلان اللجنة اليوم هو ايفاء بهذه الوعود.

صرف مساعدة مالية

وأعلنت لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة مساء اليوم الأربعاء صرف مساعدة مالية لأسر شهداء عدوان 2014 تزامنًا مع شهر رمضان عبر وزارة التنمية الاجتماعية، ممن لا يتلقون رواتب منتظمة من أي جهة أخرى.

وشدد على ان هذه الخطوة على أهميتها غير كافية كونها مساعدة مؤقتة غير دائمة، وتأتي لتخفيف الواقع الإنساني والاقتصادي الصعب الذي تعيشه هذه العائلات قبل حلول شهر رمضان المبارك.

وثمّن البراوي استجابة لجنة متابعة العمل الحكومي لمناشدات أهالي الشهداء بغزة، مؤكدا بان رئيس اللجنة الحكومية تحدث معنا وأكد أنه لا يجوز أن تتواصل معاناة أسر الشهداء الذين ضحوا من اجل الوطن”.