طفل النافذة.. الاحتلال يحول منزل علي قنيبي في الشيخ جراح لسجن

الحبس المنزلي هكذا يُعَاقب الأطفال الفلسطينيين

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

تحول البيت الآمن للطفل علي قنيبي “14 عامًا”، إلى شيء أشبه برئةٍ كبيرة مختنقة أو حفرة قلقٍ حفرها الاحتلال، حيث تعرض علي من حيّ الشيخ جراح بالقدس المحتلة، لعقوبة الحبس المنزلي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة تخريب سيارة أحد المستوطنين في الحيّ.

بنبرة حزن يقول والد الطفل علي قنيبي لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، إن الاحتلال الإسرائيلي جعله سجانًا لنجله؛ ما أدى لضغوطات نفسية كبيرة عليه وعلى وعائلته.

ويُوضح أنّ علي محروم الخروج من منزله ومن الذهاب حتى إلى مدرسته إلا بتصريح رسمي من قبل سلطات الاحتلال، ما سبب له ولأسرته أزمةً نفسية حادة.

ويُنوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يأتي كل يوم إلى المنزل بدورياتٍ كبيرة؛ للإشراف والتأكد من وجوده داخل المنزل.

ويٌتابع قنيبي أّن عقوبة الحبس المنزلي لا تقتصر فقط على الطفل، وإنما عقوبة جماعية لكل العائلة تُقيد الحركة والخروج من المنزل.

يتمسك عليّ بشباك منزله المحاصر ويتشبث أكثر كلما تذكر أنه أحد سكان حي الشيخ جراح، وأنه فرد من عائلة مهددة بمصادرة بيتها، فأصبح التشبث في هذا السجن واجباً وطنياً، يذّكره بحقه.

لم تكن المرة الأولى التي يُعتقل فيها عليّ، بل اعتقل عدةٍ مرات في ليال كثيرة حينما كان الاحتلال يقتحم المنزل مع ساعات الفجر الأولى، ويأخذه إلى التحقيق بهدف الترهيب والإرهاب لأطفال الشيخ جراح.

وتعرض علي لضربات واعتداء وتم عرض آثار الضرب خلال جلسة لمحكمة الاحتلال، والتحقيق معه على تهمة قديمة، وطالبت شرطة الاحتلال تمديد اعتقاله لعدة أيام، لكن بعد سماع الادعاءات والمرافعة قررت الإفراج عنه، بشرط الحبس المنزلي لسبعة أشهر.

ويُؤكد أنّ الأمر لم يقتصر على الاعتداء عليه فقط، بل زاد الأمر سوءاً بسبب تدهور حالته النفسية خلال الحبس المنزلي، مبيّنًا أنهم تأثروا نفسياً على حالة علي، بسبب منعه من الخروج من البيت وممارسة حياته الطبيعية.

ويكمل والد الطفل علي لـ “شبكة مصدر الإخبارية”، إن هذه السياسة جائرة لأنّها فترة غير محددة، مفتوحة وتتجدد، مشيرًا إلى أنّها عقاب جماعي للعائلة، أصبحوا سجانين لعلي لمراقبة تصرفاته، وإذا خرج يُعاقب على خروجه.

ويعتبر الاحتلال عائلة علي قنيبي كفيلة لنجلها، ويجب أن يظلّوا مقيمين معه في داخل المنزل، ومن ثم تأتي دورية للاحتلال لتشرف على الاعتقال يوميًا.

وتعتبر سياسة الحبس المنزلي، قديمة حديثة، وعقوبة جماعية يُعاقب بها الاحتلال الطفل وعائلته؛ ويتفنن الاحتلال بأنواع التعذيب ضد الفلسطينيين.

ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 850 طفلًا مقدسيًا، خلال عام 2021، معظمهم تم تحويلهم لعقوبة الحبس المنزلي.