المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة رسائل التضامن مع فلسطين على الوتر الحُر

خاص مصدر الاخبارية – أسعد البيروتي

افتتحت دار ابن رشيق التونسية، المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في دورته الثالثة، بحضور عشرات الفنانين والمُطربين والملحنين من كافة الدول العربية، تعزيزًا لمكانة القضية الفلسطينية، وتزامنًا مع ذكرى استقلال دولة تونس الشقيقة.

بدوره قال مدير دار ثقافة ابن رشيق، العربي شعباني: إن “الدورة الثالثة للمهرجان قامت على عِدة مفاهيم أهمها الموسيقى الملتزمة، كونها تُناقش قضايا واقع ما لمجتمعٍ مُعين، حيث ترتبط كل أغنية مقدمة بحدثٍ يَعيشه شعبٌ مضطهد يُعبر عن قضاياه الوطنية بالموسيقى”.

التعبير من خلال الموسيقى

وأضاف مدير المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “نحن كشعوب عربية نعيش واقعًا مؤلمًا في تونس وفلسطين، سوريا، لبنان، وغيرها، نشترك في مجموعة هواجس مشتركة نستطيع التعبير عنها بصورةٍ جماعية مِن خلال الموسيقى والأغنية الملتزمة، وتكون فرصةً للجمهور للاستمتاع والاستماع لموسيقى مختلفة من أشخاص متعددين”.

قد تكون صورة ‏‏‏‏٨‏ أشخاص‏، ‏‏أشخاص يعزفون على آلات موسيقية‏، ‏أشخاص يقفون‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

وبيّن: “هناك مجموعات جديدة تُعبّر عن القضايا بصورةٍ مختلفة حيث تتأثر بالأنماط الحديثة للموسيقى تُناقش قضايا معينة، نعيش في زمن متطور يشهد تغيرات مستمرة بواقع المجتمعات وسط انفتاحٍ على مستوى الشعوب بالتزامن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الجميع في حالةِ تعارفْ ما تسبب في حالة تأثر شملت العديد من المناحي ومنها الموسيقى”.

يُخاطب جميع الشرائح

وأشار إلى أن المهرجان يُركز على جانب التنوع الذي يشمل مستوى الفِرق المُشاركة والبلدان والأنماط داخل الموسيقى، لافتًا إلى أن الحفل يُخاطب جميع شرائح المجتمع منها الشيوخ، الشباب، النساء، الأطفال من خلال الورشات التكوينية داخل الموسيقى، في محاولةٍ لإرضاء جميع الأذواق والأعمار.

وأوضح، “المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة، يستمر سبعة أيام ابتداءً من تاريخ 19 مارس/أذار – 25 مارس 2022، سيتخلله افتتاح معرض يتحدث عن نشأة الموسيقى الملتزمة، يضم المعرض لوحات لفنانين عملوا على إبراز هوية الموسيقى من جميع دول الوطن العربي، حيث افتتح المهرجان الفنان خالد الهبر القادم من لبنان”.

قد تكون صورة ‏‏‏‏٣‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يعزفون على آلات موسيقية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

فلسطين ضيف الشرف

وتابع: “هناك مشاركات من فلسطين، التي تُمثّل ضيف الشرف بهذه الدورة من المهرجان، سيقدم العرضين الموسيقيين كلٌ من شادي زقطان والثاني لفرقة عُشاق الأقصى، وسيُشارك الفنان مصطفى سعيد قادمًا من جمهورية مصر العربية، وستتوالى العروض الموسيقية من تونس وباقي الدُول المُشاركة في المهرجان”.

وأردف: “العروض المُقدمة ثرية وغنية بإصرار لجنة المهرجان رغم الظروف الاستثنائية كافة على انجاح المهرجان الموسيقي، خاصة وأنه جاء في أعقاب تفشي فيروس كورونا، مضيفًا: ” نعتقد أننا سنكون أوفياءً لجمهورنا وعند حُسن ظنهم فينا دومًا”.

واستتلى: “اخترنا للمهرجان اسمًا واضحًا وصريحًا على هذه الأرض ما يستحق الحياة، برغم المرارة والقهر، لكن في الوقت ذاته هناك وطن يستطيع الجميع التحرك بداخله كونه يستحق العيش فيه، سواءً في تونس أو فلسطين، حيث المستقبل الجميل والأفضل الذي ينتظر الجميع، سعيًا لإعلاء القِيم المُثلى والإنسانية”.

وختم العربي شعباني حديثه لمصدر الاخبارية قائلًا: “فلسطين مازالت حاضرة في وجدان الجمهور التونسي، حيث يُصر الجميع على قول كلمته المُناصرة للقضية الفلسطينية والحقوق الوطنية، كفانا يأس، كفانا خمول، كُنا مجتمعات حيّة خلال فترةٍ سابقة، ونستطيع النهوض والتحليق نحو المستقبل”.

قد تكون صورة ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يعزفون على آلات موسيقية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

الحياة لفلسطين والكرامة لأهلها

وحول ما يعنيه المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة تحت شعار “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، ردًّ الفنان خالد الهبر: “الفلسطينيون يستحقون العيش بكرامة بالرغم من كل التعميم الإعلامي على القضية الفلسطينية، إلّا أنها تحتل حيزًا كبيرًا في أغاني الشعب التونسي والفنانين العرب بشكلٍ عام، كون الأغاني تُسلّط الضوء على قضية الفلسطينيين دون الاكتراث لمحاربة الكثيرين للأغنية الوطنية”.

وأضاف : “بات اليوم الصوت الفلسطيني له تأثيرٌ واضح في الوصول إلى دول العالم، من خِلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الجميع يرى الأطفال الصِغار يرددون أغاني الكِبار حبًا في الأرض المقدسة وتمسكًا في الحقوق المشروعة، رغم ولادة الأغنيات في فترة السبعينات والثمانينات بينما وُلد الشباب عام الـ 2000 فأكثر”.

قد تكون صورة ‏‏‏‏١١‏ شخصًا‏، ‏‏أشخاص يعزفون على آلات موسيقية‏، ‏أشخاص يقفون‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

ضرورة صناعة التعددية

ودعا الفنان الهبر، إلى ضرورة تقديم كل ما هو مختلف، سعيًا لصناعة التعددية الثقافية الغنية، بعيدًا عن التقليد للغير، ليكون الهدف من الاختلاف الثقافي هو إيجاد منصة شاملة للجميع.

من جانبه، قال الملحن التونسي فتحي زُهير: “على الأرض ما يستحق الحياة، لأن الوطن يستحق الأفضل منّا دومًا، سأقدم عرضًا بعنوان قصائدنا، لأن القصائد عقب إلقائها ووصولها إلى من يُهمه الأمر تكون بذلك أدت دورها، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تُشكّل همًا يوميًا لكل العرب، ويجب ألا يغيب عن أذهاننا الجهد الإسرائيلي من أجل تزييف الرواية بجعل لهم حق في فلسطين”.

وأضاف زُهير خلال تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية: “يجب على كل تونسي وعربي، الاحتفاء في فلسطين ومناصرة قضاياها وحقوق شعبها والعمل من أجل تحريرها، وردًا على سؤال ما هو الدور المُنوط بالملحنين والكُتاب في ظل وجود تراجع تقديم المحتوى الغنائي الملتزم في الحالة العربية المُعاشة أجاب: “هناك تحدٍ مطروح على المثقفين عامةً، الشعراء أولًا، الملحنين ثانيًا، الأصوات والآلات الموسيقية سعيًا لجلب الانتباه وإيصال الرسالة المطلوبة”.

قد تكون صورة ‏‏‏‏‏٣‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يعزفون على آلات موسيقية‏‏، ‏‏أشخاص يجلسون‏، ‏جيتار‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

دعوة إلى التجديد

وأكد: “لا يجب الاستناد إلى قوالبنا التراثية فقط، بل التجديد باستمرار لمواكبة العَصر، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية فهمت الواقع واليوم باتت محط أنظار كل العالم، حيث أصبح يعرفها كل حُر ومدى الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، إضافة إلى صعوبة الاستيطان مع يقيننا بأن الاحتلال سيزول عما قريب”.

ودعا الملحن التونسي فتحي زُهير، “الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة الوُحدة الوطنية “كررها ثلاثًا” لكثرة الحُلفاء الأعداء، ما يتطلب بقاء الشعب الفلسطيني مُوحدًا وصولًا إلى أهدافها النهائية وهي تحرير الأرض واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

من ناحيتها، أوضحت رجاء بوحولي منسقة الإعلام في المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة، أن الحفل الفني كان مقررًا إقامته خلال شهر فبراير الماضي، لكن الظروف الصحية المترتبة على جائحة كورونا حالت دون ذلك، إلى حِين اُقيم بشهر مارس الجاري، بمشاركة عشرات الفنانين من مختلف الدول العربية.

قد تكون صورة ‏‏‏٩‏ أشخاص‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

الكلمة الحُرة واللحن الوطني

وأضافت خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الاخبارية: “اليوم نحتفل بالكلمة الحُرة واللحن الوطني، عملنا خلال الأيام الماضية على التواصل مع كافة وسائل الاعلام المعنية بهدف إخراج الصوت التونسي ليجوب كل العالم، لإيصال رسالة مفادها أننا مازلنا على قَيد الحُلم والكلمة الوطنية وعلى الأرض ما يستحق الحياة”.

وأكدت: “فلسطين في قلوب التونسيين جميعًا، باعتبارها القضية الأم لأنها ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، إنما قضية كل الأحرار حول العالم، اليوم نُقيم هذه الدورة على شرف فلسطين وكلنا أمل برؤيتها محررة مستقلة في أقرب وقت”.

وفيما يتعلق بتوظيف منصات التواصل الاجتماعي بالترويج للمهرجان الفني للموسيقى الملتزمة، لفتت بوحولي، إلى “أن المنصات الاجتماعية أصبحت وسيلةً أسرع وأنجع لإيصال الفِكرة والكلمة وللتسويق للدورة الثالثة من المهرجان، مشددةً على أن الجميع بذل كافة الجهود لإيصال الصورة وتبليغ الكلمة والصوت”.

قد تكون صورة ‏‏‏شخصين‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏منظر داخلي‏‏