هل ستشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة ؟؟

رؤى قنن _ مصدر الإخبارية

لم يخفِ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في حديثه لوسائل الإعلام، أن المستوى السياسي في إسرائيل يفكر رسمياً في اجتياح قطاع غزة، واحتلال مدنه، كما فعل جيشه في  العملية العسكرية التي نفذها في الضفة الغربية عام 2002.

جاءت تصريحات “كوخافي” في ظل حالة الهدوء للأوضاع الأمنية بين غزة وإسرائيل، والاعلان عن جملة من التسهيلات لسكان القطاع، والاستمرار في صرف المنحة القطرية، وتدفق البضائع من الجانب المصري الى القطاع.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي في ذات التصريحات، أن “جيش إسرائيل القوي بات قوياً جداً، وأعد خطة متكاملة لإعادة اجتياح غزة من جديد”.

ويؤكد الخبراء في الشأن الاسرائيلي أن حديث كوخافي لا يعدو كونه تصريحات اعلامية وحرب نفسية ضد المقاومة الفلسطينية بغزة، في ذات الوقت الذي شدد فيه الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية محمد مصلح في تصريحات لشبكة مصدر الاخبارية، ان حديث الوزير الاسرائيلي جاء بشكل استباقي على التوقعات التي تفيد  باستعداد الفصائل الفلسطينية لتسخين الحدود، والتهديد بالعودة إلى الأدوات الخشنة التي تشمل إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة.

ولم يستبعد مصلح قيام الاحتلال بعمليات واسعة النطاق في غزة، داعيا الفصائل الفلسطينية الى الاستعداد لذلك جيدا واخذ هذه التصريحات على محمل الجد.

تصريحات متعددة

من جانبه تحدث رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، في ذات السياق الذي تحدث به كوخافي، عن احتمال تصعيد عسكري في غزة،  مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية كريستوفر راي، الأسبوع الماضي.

وقال أمير كوهين  قائد حرس الحدود في الجيش الإسرائيلي: “إننا نستعد لتصعيد محتمل في المستقبل القريب ضد قطاع غزة، ونتجهز لشن عملية حارس الأسوار 2”.

وذكرت صحيفة “معاريف” في تقرير لها أن “جيش إسرائيل أعد سيناريو لشن عدوان على قطاع غزة يشمل احتلاله وإعادة السيطرة عليه بشكل كامل، وهو يستعد له على قدم وساق، وخلال الفترة الحالية تجري القيادة الأمنية البحث عن مرشحين لموقع حاكم عسكري للقطاع، وإقامة معسكرات اعتقال ضخمة لاستيعاب آلاف المعتقلين لفترات طويلة جداً”.

حارس الأسوار 2

وخلافا لهذا الطرح، يعتقد المحلل العسكري في الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” روني بن يشاي أن إسرائيل ترتكب خطأ باعتمادها سياسة “ضبط النفس” مع حماس، ويرجح أن هذه الفترة إذا اقتضت الحاجة هي التوقيت المناسب لشن عملية “حارس الأسوار2” وإنهاء ما لم ينفذه الجيش الإسرائيلي خلال “حارس الأسوار” في أيار(مايو) الماضي، بحيث تشمل الحرب المقبلة اجتياحا بريا بغية تدمير المنظومة الصاروخية لحماس والجهاد الإسلامي.

ولتجنب قطاع غزة حربا شاملة، اعتبر  الباحث في “معهد أبحاث الأمن القومي” بجامعة تل أبيب كوبي ميخائيل في تقدير موقف بعنوان “محنة حماس والمنحدر الزلق”، أن حماس من خلال المظاهرات والاحتجاجات عند السياج الأمني والبالونات الحارقة تسعى لتنفيس الضغط الجماهيري ضدها، بسبب عدم القدرة على ترجمة ما كان تنظر إليه وتعرضه على أنه إنجازات مثيرة للإعجاب خلال عملية “حارس الأسوار” والإنجازات السياسية اللاحقة” على حد تعبيره.

ويقدر بأن الحكومة بإسرائيل و لدوافع داخلية وعدم الاستقرار السياسي ترحل شن حرب شاملة على غزة لكنها لا تستبعد سيناريو من هذا القبيل، وخلص للقول إن “سوء التقدير بشأن الرد الإسرائيلي ودلالات ومعاني الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أعقاب سيطرة طالبان، وكذلك الإفراط في استغلال حركة الجهاد الإسلامي والدفع الإيراني لتصعيد الموقف، يمكن أن يقودنا، وحتى بسرعة كبيرة إلى الانزلاق لمنحدر مواجهة عسكرية أخرى شاملة، أكثر تعقيدا وأهمية من سابقاتها”.

الفصائل الفلسطينية تستعد

وكشفت صحيفة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية عن استعدادات الفصائل الفلسطينية في غزة، للتصدي لأي عملية عسكرية اسرائيلية، مؤكدة بأن حركة حماس منشغلة حاليا بتحسين خطوط المواجهة وبتدريبات عناصرها للمواجهة القادمة.

وأشارت يديعوت الى أن حماس جددت تدريبات مقاتليها للهجوم من على وجه الأرض وذلك بعد أن تم الانتهاء من بناء الجدار المحيط بغزة.

وكتب الصحفي الاسرائيلي ناحوم بارنيع في يديعوت أحرنوت: ” حماس تقوم بحفر أنفاق عميقة حتى مستوى المياه، وأن الجدار حول غزة لا يمنع الاختراق الكامل، وفقا لقوله، ومن الممكن ان تحاول حماس خطف جندي أو مواطن أثناء أعمال البناء حول الجدار ، وإن تم ذلك فإن الأمور سوف تنقلب رأسا على عقب”.

الفصائل الفلسطينية بغزة  تتوقع أن تستغل إسرائيل انشغال العالم وتركب حماقات عسكرية ضد غزة، وتقوم بعدوان واسع على قطاع غزة.

 القيادي في الجبهة الشعبية ماهر مزهر قال في تصريح لشبكة مصدر الاخبارية،  أنّ الفصائل الفلسطينية جاهزة للتصدي لأي عملية عسكرية  ضد غزة، محذرا الجيش الإسرائيلي بأن يجهز أنفسه للجحيم الذي سيجدونه في القطاع في حال الدخول برياً لغزة.