شرع الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في تنفيذ عملية عسكرية واسعة ببلدة قباطية شمالي الضفة الغربية المحتلة، بزعم أن منفذ حادثة الدهس والطعن التي وقعت في مدينة بيسان شمال إسرائيل ينحدر من البلدة.
وأكد الجيش في بيان أن العملية تهدف إلى "إحباط الإرهاب"، مشيراً إلى تنفيذ تفتيش دقيق في منزل المنفذ. ووفق تقارير عبرية، اعتُقل والد المنفذ أحمد أبو الرُّب (37 عامًا)، بينما بدأت قوات هندسية مسح المنزل تمهيدًا لهدمه، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تعتبرها القوانين الدولية جريمة حرب بموجب المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية تأتي ضمن "رسالة سياسية وأمنية" تهدف إلى تحميل البيئة المحيطة بالمنفذ مسؤولية غير مباشرة وردع هجمات مستقبلية، وشملت اقتحام البلدة بأربع آليات عسكرية وجرافة، انتشار الجنود في الشوارع، اعتلاء القناصة أسطح المباني، فرض إغلاقات مؤقتة ونقاط تفتيش، ومداهمات لمنازل متعددة.
وأوضح الجيش أن التحقيق الأولي كشف أن المنفذ مقيم غير نظامي تسلل إلى إسرائيل قبل عدة أيام، بينما وقع الهجوم في منطقتي بيت شان والعفولة وأسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة آخرين. وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليماته بـ"التحرك بقوة وفوراً ضد قباطية".
وتأتي العملية ضمن استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية شمالي الضفة الغربية منذ 21 يناير/كانون الثاني 2025، والتي بدأت بمخيم جنين وتوسعت لاحقاً لتشمل مخيمي نور شمس وطولكرم، مع حصار مشدد وتدمير للبنية التحتية ومنازل ومتاجر الفلسطينيين، ما أدى إلى نزوح نحو 50 ألف شخص، وفق إحصاءات رسمية.
وفي الوقت نفسه، تستمر إسرائيل في تكثيف سياسات الضم في الضفة الغربية، من خلال هدم المنازل، تهجير السكان، وتوسيع المستوطنات، في خطوة تهدد فرص تطبيق حل الدولتين المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة.