نتنياهو يعلن توسيع التعاون العسكري مع اليونان وقبرص برسائل إقليمية مبطنة لتركيا

22 ديسمبر 2025 09:44 م

الأراضي المحتلة - مصدر الإخبارية 

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل واليونان وقبرص اتفقت على توسيع التعاون العسكري والأمني بينها، في خطوة تحمل رسائل إقليمية واضحة، وُجّهت ضمنيًا إلى تركيا، دون تسميتها صراحة.

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك عُقد في القدس، بمشاركة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، في ختام القمة السياسية الثلاثية بين الدول الثلاث.

وقال نتنياهو: "اتفقنا على توسيع التعاون العسكري والأمني فيما بيننا"، مضيفًا أن هذا التعاون "يعزّز قدراتنا الدفاعية ويؤكد التزامنا بحماية أمننا المشترك".

ووجّه نتنياهو تحذيرًا مبطنًا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قائلًا: "إلى أولئك الذين يحلمون بإقامة إمبراطوريات والسيطرة على أراضينا، أقول: انسوا ذلك. هذا لن يحدث، ولا تفكروا حتى بالأمر".

وأضاف: "نحن، كديمقراطيات في شرق البحر المتوسط، ملتزمون وقادرون على الدفاع عن أنفسنا، ومعًا سنعزّز الأمن والازدهار والحرية في المنطقة".

كما تطرّق نتنياهو إلى إيران، محذرًا من أي عمل عسكري ضد إسرائيل، وقال: "نحن نتابع تدريبات إيران الأخيرة عن كثب، وأي عمل ضد إسرائيل سيُقابل برد قاسٍ جدًا".

من جانبه، أكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس أهمية اندماج إسرائيل واليونان وقبرص ضمن المنظومة الإقليمية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث ناقشت سبل توسيع التعاون في مجالات الدفاع والأمن.

وقال خريستودوليديس: "يمكننا تحقيق إنجازات كبيرة في مكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، وأمن الطاقة، بما يسهم في دعم استقرار المنطقة".

ويأتي انعقاد القمة الثلاثية في ظل تصاعد التوترات في شرق البحر المتوسط، ولا سيما في ظل الخلافات المستمرة مع تركيا حول ملفات الطاقة وترسيم الحدود البحرية.

وفي وقت سابق من اليوم، عقد نتنياهو وميتسوتاكيس اجتماعًا ثنائيًا مغلقًا، أعقبه لقاء موسّع بمشاركة وزراء الخارجية ومسؤولين كبار من الدول الثلاث، بحسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو في بيان رسمي: "التحالف بين إسرائيل واليونان وقبرص يشكّل ركيزة للاستقرار والمسؤولية والمصالح المشتركة في منطقة مليئة بالتحديات"، مضيفًا أن الدول الثلاث ستواصل العمل "لتعزيز الأمن ودفع التطور الاقتصادي وتعميق العلاقات بين شعوبها".

في المقابل، وفي سياق إقليمي متصل، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الإثنين، زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، برفقة وزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، حيث التقى الوفد بالرئيس السوري أحمد الشرع.

وقالت أنقرة إن الزيارة هدفت إلى بحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، بما في ذلك الاتفاق القائم بين دمشق وقوات سورية الديمقراطية.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني، قال فيدان إن الجانبين ناقشا مقترحات لتعزيز العلاقات الثنائية والأمن الإقليمي، مؤكدًا أن "استقرار سورية يعني استقرار تركيا".

وتطرّق فيدان إلى المحادثات الجارية بين سورية وإسرائيل، معربًا عن أمله في أن تفضي إلى نتائج تسهم في استقرار المنطقة، داعيًا إسرائيل إلى "التخلي عن السياسات التوسعية واعتماد مقاربة قائمة على التفاهم والتوافق".

وعلى صلة، أفاد موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن المستوى السياسي في إسرائيل أبلغ قيادة الجيش بوجود توجّه لدراسة فكرة إنشاء "قوة تدخل مشتركة" مع اليونان وقبرص، ووجّه ببدء تخطيط أولي دون الشروع في خطوات تنفيذية في هذه المرحلة.

ووفق التقرير، يشمل التعاون العسكري بين الدول الثلاث تدريبات جوية وبرية وبحرية مشتركة، في إطار شراكة إقليمية آخذة في التوسّع، وسط تقديرات بأن أي قوة مشتركة مستقبلية قد تُعنى بحماية المصالح الاقتصادية وحقول الغاز في شرق البحر المتوسط، في ظل الخلافات القائمة مع تركيا حول مشاريع الطاقة وترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة.

 

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك