دعت ألمانيا، الأربعاء، الحكومة الإسرائيلية إلى تسهيل إدخال المواد الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة بشكل أوسع، من أجل ضمان توفير الخدمات الصحية وحماية السكان من البرد القارس والأمطار، في ظل تدهور إنساني متواصل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن غيزه، في تصريحات صحفية من برلين، إن بلاده تطالب بإدخال الإمدادات الطبية والخيام والبطانيات إلى غزة بكميات كبيرة، إضافة إلى الإسراع في إصلاح البنية التحتية للمياه، مؤكدًا أن هذه الإجراءات منصوص عليها بوضوح في المرحلة الأولى من خطة السلام ويجب تنفيذها دون تأخير.
وأضاف غيزه أن الحكومة الألمانية تدعو إسرائيل إلى تسهيل دخول المواد اللازمة لتوفير الخدمات الصحية الأساسية والحماية من الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك المنتجات ذات الاستخدام المزدوج.
وشدد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، موضحًا أن ذلك يتطلب وقف استخدام السلاح، وأن برلين تركز جهودها الدبلوماسية في هذا الاتجاه.
وأشار المتحدث إلى أن الوضع الإنساني في القطاع لا يزال بالغ الخطورة، نتيجة محدودية المساعدات واستمرار الدمار الواسع في البنية التحتية، لافتًا إلى أن أكثر من 80 بالمئة من مباني غزة تعرضت لأضرار جسيمة أو دُمرت بالكامل.
وأكد أن مسؤولية إيصال المساعدات الإنسانية تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية إلى جانب منظمات الإغاثة الدولية، داعيًا جميع الأطراف إلى العمل بشكل عاجل لضمان وصول المساعدات إلى الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن.
وأوضح غيزه أن الأطفال والرضع هم الأكثر تضررًا من الأوضاع الحالية، مشيرًا إلى أن الأمطار الغزيرة خلال الأيام الأخيرة أدت إلى غمر العديد من خيام النازحين بالمياه، ما فاقم معاناتهم.
وبحسب الدفاع المدني في غزة، لقي 17 فلسطينيًا، بينهم 4 أطفال، مصرعهم منذ بدء تأثير المنخفضات الجوية خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، في حين غرقت نحو 90 بالمئة من مراكز إيواء النازحين.
ويعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي مشدد، مع استمرار منع إدخال البيوت الجاهزة (الكرفانات)، رغم عودة آلاف الفلسطينيين للسكن في منازل مدمرة أو فوق أنقاضها لغياب البدائل.
وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت قرابة عامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.