أعاد الهجوم الذي وقع في مدينة سيدني الأسترالية خلال احتفالات ما يُعرف بعيد «الحانوكا»، وأسفر عن مقتل وجرح أكثر من 20 شخصًا، إلى الواجهة الربط بين الحرب المستمرة في الشرق الأوسط وتصاعد مشاعر الغضب والكراهية في عدد من الدول الغربية.
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة حماس محمد نزال إن هجوم سيدني جاء نتيجة مباشرة لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبرًا أن الجرائم الإسرائيلية أسهمت في تأجيج مشاعر الكراهية ضد الاحتلال في مختلف أنحاء العالم. وأكد نزال أنه لا يمكن توصيف ما جرى في سيدني كعمل إرهابي في ظل غياب معلومات كافية، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول خلط الأوراق والزج بالعرب والمسلمين في مسؤولية الهجوم.
وفي مقابلة ضمن برنامج «مدار الغد»، تطرق نزال إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار، سواء عبر القتل اليومي للفلسطينيين أو عبر تعطيل فتح المعابر. وقال إن حماس ملتزمة بالاتفاق، لكنها تدرك أن نتنياهو يبحث عن أي ذريعة للتنصل من تفاهمات شرم الشيخ.
وشدد نزال على أنه لم تكن هناك أي أطراف أخرى على علم بموعد عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما أكد أن اغتيال القيادي في كتائب القسام رائد سعد يمنح المقاومة حق الرد، موضحًا أن توقيت وطبيعة الرد متروكان للقيادة الميدانية، وأن الالتزام بوقف إطلاق النار لا يتعارض مع هذا الحق.
وحول ملف المحتجزين، قال نزال إن حماس أوفت بالتزاماتها، ووافقت على اتفاق وقف إطلاق النار باعتباره إطارًا تفاوضيًا، لا اتفاقًا تفصيليًا نهائيًا، مشيرًا إلى أن التفاصيل تخضع لقرار الإطار الوطني الفلسطيني.
وفيما يتعلق بمسألة نزع سلاح المقاومة، أوضح نزال أن الحركة مستعدة لبحث هذا الملف ضمن إطار عام، مؤكدًا أن تسليم السلاح لم يُفرض على حماس، ولم تُجرِ الحركة أي اتصالات مع أطراف دولية أو إقليمية بشأن نزع السلاح أو نشر قوات دولية في قطاع غزة. وأضاف أن دولًا عربية وإسلامية أبلغت الحركة صراحة بأنها لن تشارك في أي ترتيبات تستهدف نزع سلاح حماس.
كما تطرق نزال إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة، مؤكدًا أن كثيرًا مما ورد فيها لن يرى طريقه إلى التنفيذ، وأن الحركة ترفض بشكل قاطع أي وصاية أو انتداب دولي على القطاع، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني وحده من يقرر من يحكمه.
وأكد القيادي في حماس أن الحركة لا تزال موجودة وقوية، وتمتلك القدرة على تجديد بنيتها وقياداتها، ولديها عشرات الآلاف من المقاتلين والكوادر والأنصار، معتبرًا أن المعركة السياسية لم تنته بعد، وأن بقاء الاحتلال في قطاع غزة لفترة مفتوحة سيقود حتمًا إلى مواجهة عسكرية جديدة.
وختم نزال بالتأكيد على أن القدس والمسجد الأقصى سيبقيان جوهر الصراع مع الاحتلال، وأن كل مخططات التهويد والاستيطان لن تمنح الاحتلال أي شرعية أو سيادة على المدينة المقدسة.