القدس المحتلة_مصدر الاخبارية:
نشر بنك إسرائيل اليوم (الخميس) تحليلا اقتصاديا نقديا يشكك في فعالية مشروع قانون التجنيد المقرر على طاولة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع.
ووفقا للبنك المركزي، فإن التوسع الكبير في تجنيد الرجال الأرثوذكس المتشددين في الجيش الإسرائيلي قد يوفر للاقتصاد الإسرائيلي ما بين 9 و14 مليار شيكل سنويا، لكن القانون المقترح بصيغته الحالية لن يجلب أي تغيير حقيقي.
يأتي هذا التحليل في ظل الزيادة الحادة في نطاق خدمة الاحتياط منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، التي حولت قضية التجنيد الحريدي من قضية اجتماعية إلى قضية أمنية ذات تداعيات اقتصادية كلية كبيرة.
وبحسب تقديرات بنك إسرائيل، تبلغ التكلفة الاقتصادية لشهر من التجنيد لجندي احتياطي يبلغ من العمر 30 عاما حوالي 38,000 شيكل. حوالي 80 بالمئة من هذا المبلغ يأتي من فقدان الإنتاجية المباشر أثناء الخدمة، والباقي يعكس الضرر المستقبلي لنمو الإنتاجية نتيجة فقدان الخبرة والتقدم في العمل. من ناحية أخرى، فإن التكلفة الاقتصادية لتجنيد الشباب المتشددين للخدمة الإلزامية منخفضة جدا، لأن التجنيد الإجباري في معظم الحالات لا يحل محل المشاركة في سوق العمل. علاوة على ذلك، يقدر البنك أن التجنيد نفسه قد يزيد فعليا من الحافز لدى الشباب المتشددين للانضمام إلى سوق العمل، لأنه سيلغي الالتزام بالتسجيل كطلاب يشيفا كشرط للإعفاء من الالتحاق.
وتشير حسابات بنك إسرائيل إلى أن تجنيد شاب متشدد لمدة 32 شهرا من الخدمة يمكن أن يحقق فائدة اقتصادية تبلغ حوالي 22,000 شيكل لكل شهر، إذا كان مستوى توظيف المجند مساويا لمستوى عمل يهودي غير متشدد.
ويقدم بنك إسرائيل سيناريو ينضم فيه حوالي 7,500 رجل متشدد إضافي إلى الجيش الإسرائيلي كل عام. بمجرد نضوج العملية، ستضيف هذه الخطوة حوالي 20,000 مجند إلى صفوف الجيش وستتيح توفير كبير في نطاق الاحتياط. ومن المتوقع أن تكون النتيجة الاقتصادية دراماتيكية: انخفاض لا يقل عن 9 مليارات شيكل في التكلفة السنوية للاقتصاد، والتي تشكل 0.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. في حال زيادة التوظيف في التوظيف المتشدد بشكل كبير بعد التجنيد، قد تصل الوفورات إلى 14 مليار شيكل سنويا، أو 0.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.
وينتقد بنك إسرائيل بشدة مشروع قانون الخدمة الدفاعية الذي يعرض في الكنيست. وفقا للبنك، فإن الصياغة الحالية معيبة ولن تؤدي إلى جمع تبرعات تلبي احتياجات الأمن. يحدد البنك مشكلتين رئيسيتين في القانون. أولا، أهداف التجنيد الفعالة منخفضة جدا وليست أعلى بشكل ملحوظ من الوضع الحالي. ثانيا، الحوافز الاقتصادية المنصوص عليها في القانون منخفضة الفعالية، والتي ربما لن تكون كافية حتى لتحقيق الأهداف المتواضعة التي تم تحديدها.
بالإضافة إلى ذلك، يشير بنك إسرائيل إلى أن أهداف التجنيد لا تتعلق على الإطلاق بالمناصب العسكرية أو بعمر المجندين. وهذا يعني أن جزءا كبيرا من المجندين قد لا يكونون مناسبين للأدوار القتالية، حيث يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص شديد في الأدوار القتالية.
كما أن مجموعة العقوبات المنصوص عليها في القانون غير كافية، في رأي بنك إسرائيل. تشمل العقوبات الرئيسية على طلاب اليشيفا الذين لم يلتحقوا بالجيش حرمانهم من الحصول على رخصة قيادة ومغادرة البلاد حتى سن 23. يشير البنك إلى أن هذه الأفعال لها تأثير منخفض على المجتمع المتشدد. عقوبات إضافية مثل إلغاء الأهلية للحصول على منح دراسية طلابية ورفض العمل الإيجابي في العمل في القطاع العام ليست ذات صلة على الإطلاق، لأن طلاب اليشيفا غير مسموح لهم بالعمل أو الدراسة في نظام التعليم العالي على أي حال.
ويلخص بنك إسرائيل موقفه بقراءة واضحة: إقرار القانون بصيغته الحالية من المرجح أن يحافظ على العبء الاقتصادي الثقيل الناتج عن الاستخدام الواسع للاحتياطيين. والنتيجة ستكون استمرار الأضرار في سوق العمل، وفقدان الدخل الاقتصادي، وتكاليف الميزانية الكبيرة، وفقدان الإيرادات الضريبية.
ويدعو البنك إلى تعديل صياغة القانون بطريقة تلبي احتياجات الجيش وتشمل حوافز إيجابية وسلبية فعالة. الرسالة واضحة: بدون تغيير كبير في القانون، ستستمر إسرائيل في دفع ثمن اقتصادي باهظ.