أُصيب ثلاثة مدنيين بينهم طفل، اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة، بعد أن أقامت القوات الإسرائيلية حاجزًا مفاجئًا بين بلدتي خان أرنبة وعين عيشة، في إطار اعتداءات متواصلة على المناطق الحدودية السورية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن إطلاق النار أسفر عن إصابة المدنيين الثلاثة، فيما كانت القوات الإسرائيلية قد توغلت في وقت سابق بسيارتين عسكريتين باتجاه بلدتي جبا وخان أرنبة.
كما أفادت قناة "الإخبارية" الرسمية بإصابة شخصين آخرين في المنطقة نفسها جراء إطلاق النار عند حاجز إسرائيلي شرقي خان أرنبة.
في المقابل، نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ما ورد في تقارير صحافية عن تفاهمات أمنية مع سورية، ووصفها بأنها "أخبار كاذبة تمامًا".
وأكد أن الاتصالات واللقاءات التي جرت برعاية أميركية "لم تُسفر عن أي اتفاقات أو تفاهمات".
ميدانيًا، تفقد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مقر قيادة الجبهة الشمالية برفقة ضباط كبار، حيث تلقى إحاطات ميدانية وأشاد بما وصفه بـ"العمل الهجومي" في مناطق المواجهة.
وقال كاتس إن الجيش "يجب أن يبقى في المنطقة كحاجز يفصل بين التنظيمات الجهادية وبين سكان الجليل والجولان"، مؤكدًا أن "الدفاع عن مواطني إسرائيل" هو الأولوية.
في المقابل، تواصل دمشق إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادتها، مؤكدة التزامها باتفاقية فصل القوات لعام 1974، التي تعلن إسرائيل انهيارها منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024.
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال منتدى الدوحة 2025 أن إسرائيل "تهرب من مسؤولية مجازرها في غزة عبر تصعيد اعتداءاتها في سورية"، مشيرًا إلى تنفيذها أكثر من ألف غارة و400 عملية توغل منذ كانون الأول/ ديسمبر 2024.
وتصاعدت في الأشهر الأخيرة التوغلات الإسرائيلية في القنيطرة، حيث يشتكي سكان محليون من اعتداءات طالت أراضيهم الزراعية التي تشكل مصدر رزقهم الأساسي.
كما عُقدت لقاءات إسرائيلية – سورية في الشهور الماضية لبحث ترتيبات أمنية قد تفضي إلى انسحاب إسرائيلي من المنطقة السورية العازلة التي احتلتها تل أبيب عام 2024، إلا أن وزير الأمن يسرائيل كاتس أعلن في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أن "إسرائيل ليست على مسار سلام مع سورية".
ورغم أن دمشق لم توجه أي تهديد عسكري مباشر لإسرائيل خلال العام الأخير، تواصل تل أبيب تنفيذ غارات وتوغلات برية أسفرت عن سقوط مدنيين وتدمير مواقع وآليات عسكرية تابعة للجيش السوري.