غزة- مصدر الإخبارية
حذّرت الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد عشرات الآلاف من النازحين، بعد أن غمرت مياه الأمطار خيامهم وحوّلت مناطق الإيواء إلى مستنقعات واسعة. ووصفت الهيئة المشاهد المتداولة بأنها "وصمة عار على جبين الإنسانية" في ظل غياب أي تحرك دولي جاد.
وقالت الهيئة في بيان عاجل اليوم الأربعاء إن آلاف العائلات، خصوصاً الأطفال وكبار السن، يواجهون خطر الغرق والتجمد نتيجة المنخفض الجوي الحاد، وسط نقص حاد في مواد الإيواء الأساسية. وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي يتحملان المسؤولية الكاملة عن تفاقم الوضع، بسبب الحصار ومنع دخول المعدات والخيام المقاومة للعوامل الجوية.
وأوضحت الهيئة أن السياسات القائمة على التهجير القسري إلى مناطق مكتظة، ومنع إدخال معدات الصرف الصحي، أدت إلى تفاقم الأزمة وتحويل المنخفض الجوي إلى "كارثة إبادة جديدة".
وحذّرت من انتشار سريع للأمراض والأوبئة نتيجة اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي داخل المخيمات، ما تسبب في ارتفاع حالات أمراض الجهاز التنفسي، والإسهال، والجفاف، والأمراض الجلدية، خاصة بين الأطفال، إلى جانب خطر خروج الوضع الصحي عن السيطرة في ظل انهيار المنظومة الطبية ونقص الأدوية واللقاحات.
وأكدت الهيئة أن مشاهد النازحين الذين يضطرون للنوم فوق المياه الباردة بعد فقدانهم ما تبقى لديهم من أغطية ومستلزمات أساسية "لا يمكن السكوت عنها"، معتبرة أن تركهم دون حماية أو دعم يمثل انتهاكاً صارخاً لكرامتهم الإنسانية.
ودعت الهيئة الأمم المتحدة ووكالة "الأونروا" والمنظمات الدولية إلى تدخل فوري يشمل:
إعلان حالة طوارئ إيوائية وفتح ممرات آمنة وإدخال خيام مقاومة للماء ووحدات سكنية متنقلة.
توفير إغاثة لوجستية وطبية عاجلة، بما في ذلك معدات شفط المياه، والوقود، والأغطية الشتوية، والإمدادات الطبية.
وقف العدوان وفتح المعابر لضمان دخول المساعدات الإنسانية بلا قيود.
تأكيد على حرمة الكرامة الإنسانية
واختتمت الهيئة بيانها بالتشديد على أن كرامة الإنسان الفلسطيني خط أحمر، وأن استمرار هذه المشاهد المأساوية أمر "مخزٍ" ولا يمكن القبول به تحت أي ظرف.
