انطلقت مساء الإثنين جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية، وسط تحذيرات أممية ودولية من تصاعد العنف والاستيطان وضرورة التحرك الفوري لحماية المدنيين.
وقال رامز الأكبروف، نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، إن وقف إطلاق النار في غزة صمد إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة كثّفت جهودها لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، لكنها أشارت إلى أن الوضع لا يزال "قاتمًا".
وأضاف أن الحاجة ملحّة للانتقال من المساعدات الطارئة إلى دعم إعادة بناء حياة الفلسطينيين، داعيًا إسرائيل إلى توسيع قدرات المعابر وتسريع دخول الإمدادات.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي يحدّثون التقييم السريع للأضرار والاحتياجات الذي صدر في مارس الماضي، مشيرًا إلى أن تكلفة إعادة البناء في غزة تُقدّر بنحو 53 مليار دولار، مع استمرار التحضيرات لعقد مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار.
وحذر من أن الأضرار في غزة على الصعيدين الإنساني والاقتصادي والاجتماعي "كارثية"، فيما أكد أن الأمم المتحدة ستواصل دعم جهود إنهاء الاحتلال غير القانوني وتطبيق حل الدولتين على خطوط ما قبل 1967، مع جعل القدس عاصمة لدولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن.
مداخلات الدول الأعضاء
باكستان:
شدد مندوب باكستان على ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 2803 (2025)، وحذر من استمرار الغارات والانتهاكات، ودعا إلى وقف الضم والتهجير ووقف التوسع الاستيطاني، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية.
بريطانيا:
طالب مندوب بريطانيا بفتح جميع المعابر ودعم نشر شرطة فلسطينية مدرّبة لتعزيز استقرار وقف إطلاق النار.
وأدان عنف المستوطنين، بما في ذلك استهداف مسجد، ودعا إسرائيل للإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة.
الجزائر:
نددت الجزائر بالقتل المستمر لأكثر من 310 فلسطينيين منذ وقف إطلاق النار، وأكدت أن إسرائيل تنتهك التفاهمات.
ودعت إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار، دعم إعادة الإعمار، وضمان المساءلة عن الانتهاكات.
فرنسا:
أكد مندوب فرنسا أن تجديد ولاية الأونروا واعتماد القرار 2803 يشكلان "نقطة انطلاق"، مشيرًا إلى التزام فرنسا تقديم 100 مليون يورو لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 وتعزيز القوات الأمنية الفلسطينية عبر بعثة الاتحاد الأوروبي.
الصين:
دعت الصين المجتمع الدولي لبذل جهود أكبر لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة، محذرة من أكثر من 400 انتهاك إسرائيلي للهدنة، وطالبت إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي وضمان وصول المساعدات.
اليونان:
أكدت اليونان دعمها الثابت لحل الدولتين وضرورة تشغيل المزيد من الممرات الإنسانية لضمان وصول المساعدات، محذرة من تصاعد عنف المستوطنين وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية.
مندوب فلسطين الدائم:
قال رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، إن إسرائيل تعرقل أي تقدم نحو الحياة والحرية والسلام، مؤكدًا أن الاحتلال ينتهج سياسات المصادرة والتهجير والضم.
وشدد على أن فلسطين لن تتخلى عن حقها في تقرير المصير، وستواصل العمل مع الإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والشركاء الدوليين لفتح طريق دائم نحو الحرية والاستقلال والسلام.