وكالات - مصدر الإخبارية
استدعت وزارة الخارجية البولندية، اليوم الإثنين، سفير إسرائيل في وارسو إلى "جلسة إيضاح عاجلة" إثر منشور نشره متحف "يَد فَشِم" (متحف تخليد ذكرى الهولوكوست) على منصة "إكس"، قال فيه إن "بولندا كانت الدولة الأولى التي فُرض على اليهود فيها ارتداء شارة تعريف لعزلهم عن السكان".
وأثار المنشور غضبًا واسعًا في بولندا، ودفع وزير الخارجية، رادوسواف سيكورسكي، للرد والمطالبة بتوضيح: "عليكم التصريح علنا وبوضوح أنكم تقصدون بولندا المحتلّة من قبل ألمانيا".
واستشهدت الخارجية البولندية بتصريح متحف "أوشفيتز–بيركناو" الذي جاء فيه: "إذا كانت هناك جهة يفترض أن تعرف الحقائق التاريخية فهي ‘يَد فَشِم‘، وهم يدركون جيدًا أن بولندا كانت خاضعة للاحتلال الألماني".
وتابعت أن "ألمانيا هي التي سنت وفرضت هذا القانون المعادي لليهود".
كما قال عضو البرلمان الأوروبي، أركاديوش مولارتشيك، إن "بولندا كانت أول ضحايا الحرب العالمية الثانية، وليست طرفًا في ارتكاب الجرائم"، مشددا على أن "المحرقة جريمة ألمانية — حقيقة غير قابلة للتفاوض أو لإعادة التفسير".
وفي سياق ردّها، نشرت السفارة البولندية في إسرائيل بيانًا قالت فيه إن "المؤسسة التي تتوقع الاحترام لا يجوز أن تحرّف التاريخ.
فمنذ أيلول/ سبتمبر 1939، كانت بولندا تحت احتلال ألماني–نازي وسوفييتي وحشي". وأضافت أن "الادعاء بأن بولندا اتخذت خطوات معادية لليهود يتجاهل هذه الحقيقة ويشوّه الماضي".
وعقب موجة الانتقادات، نشر متحف "يَد فَشِم" توضيحًا أشار فيه إلى أن الإجراء فُرض "من قِبل السلطات الألمانية". وقال مسؤول رفيع في يَد فَشِم إن المنشور المعدّل نُشر "من أجل تهدئة الأجواء.
لم تكن هناك حاجة مهنية لذلك". فيما اعتبرت السلطات البولندية أن المنشور المعدل "غير كافٍ"، وقالت إنه كان يجب ذكر عبارة "بولندا المحتلة من ألمانيا" أو "السلطات الألمانية المحتلة" بشكل صريح.
في المقابل، اعتبر مسؤولون في "يَد فَشِم" إن "ردّ فعل البولنديين غير متناسب ولا يتصل بمضمون المنشور، الذي لا يتضمن خطأ تاريخيًا"، وأضافوا أن "استدعاء السفير خطوة غير مبررة، ولن يقوم يَد فَشِم بأي إجراء إضافي بشأنها".
ويأتي هذا الجدل ضمن سلسلة من التوترات المتكررة بين إسرائيل وبولندا حول صيغ تتعلق بتاريخ المحرقة، إذ تشدد وارسو على الفصل الواضح بين الدولة البولندية وبين النظام النازي الذي احتل أراضيها بدءًا من عام 1939.
كما تتقاطع هذه الأزمة مع توتر مستمر منذ مقتل عامل الإغاثة البولندي دميان سوبول، الذي قضى في نيسان/ أبريل 2024 خلال هجوم إسرائيلي استهدف موظفي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" أثناء عملهم في غزة، في إطار حرب الإبادة على القطاع، إذ تؤكد بولندا أن إسرائيل ترفض التعاون في التحقيق.