ما سر اختيار مدينة جوميل موقعا للمفاوضات الروسية الأوكرانية؟

وكالات-مصدر الإخبارية

أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأحد، وصول وفدا روسيا إلى مدينة جوميل ببيلاروسيا لإجراء محادثات مع الأوكرانيين.

وذكر بيسكوف أن الوفد ضم ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وإدارات أخرى، بما في ذلك إدارة الرئاسة، قائلا سنكون مستعدين لبدء هذه المفاوضات في مدينة جوميل.

وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قال إن الرئيسين الأذري إلهام علييف والتركي رجب طيب أردوغان، اقترحا رعاية مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

وقال في رسالة عبر الفيديو إلى الأوكرانيين نشرها على التليغرام: “عرض إلهام علييف والرئيس أردوغان تنظيم مفاوضات مع روسيا. لا يمكن إلا الترحيب بهذه المبادرة”.

وصعدت مدينة جوميل في بيلاروسيا إلى صدارة المشهد العالمي باعتبارها موقعا لمفاوضات روسية أوكرانية.

و جوميل هي مدينة واقعة في جنوب شرق بيلاروسيا على حدود جارتيها روسيا وأوكرانيا، والمفارقة أنها تضم أعدادا كبيرة من المواطنين الروس والأوكرانيين.

وعملت بيلاروسيا على استضافة  الطرفين الروسي والأوكراني في المدينة على أمل أن تلعب تلك المدينة الخضراء دورا في تهدئة الجانبين باعتبارها تضم أراض زراعية شاسعة.

ومنطقة جوميل هي إحدى المناطق الإدارية الست التي تشكل بيلاروسيا، وتضم نحو مليون و400 ألف شخص حتى آخر تعداد أجري في الأول من يناير(كانون الثاني) عام 2020.

ويشكل قرابة 88.22٪ من السكان المواطنين البيلاروسيين، بينما هناك ما نسبته 7.71٪ من أصل روسي، وكذلك 2.15٪ أوكرانيين، في حين أن المسيحية الأرثوذكسية هي الديانة الرئيسية بها.

وتتمتع جوميل بمجموعة من الطرق ليس فقط التي تربطها بمناطق أخرى داخل بيلاروسيا بل طرق سريعة دولية رئيسية بين روسيا وأوروبا وأوكرانيا، بحسب موقع “بيلاروسيا باي”.

وربما يسهل مطاريها في مدينتي جوميل و موزير فرصة مميزة لتنقل الوفدين الروسي والأوكراني إذا ما جرى التوافق عليها كموقع لمفاوضات بين الطرفين.

وأمام ما تتمتع به من موروث تاريخي، اختيرت جوميل في العام 2011 عاصمة الثقافة في بيلاروسيا ورابطة الدول المستقلة.

وتزامنا مع اليوم الرابع للحرب الروسية الأوكرانية وما شهدته من تسجيل الطرفين لخسائر ميدانية عسكرية وبشرية، أعلن الكرملين وصول وفد روسي إلى بيلاروسيا لبدء مفاوضات مع أوكرانيا.

وبحسب الرئاسة الروسية فإن الوفد يضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع والإدارة الرئاسية، وهم في انتظار الأوكرانيين لبدء مفاوضات فورا في مدينة جوميل ببيلاروسيا.

وبررت موسكو تحديد اسم “جوميل” باعتبار أن الجانب الأوكراني هو من اختار المدينة البيلاروسية لعقد المفاوضات معه.

لكن رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جاء سريعا؛ حيث أكد أن “المحادثات في بيلاروسيا كان يمكن أن تعقد إذا لم تهاجم روسيا بلاده من أراضيها”.

ولم يغلق زيلينسكي الباب بالكامل في وجه المحادثات مع روسيا لكنه أكد استعداد بلاده للتفاوض في بلد آخر، قائلا: “منفتحون على إجراء مباحثات مع الجانب الروسي في أماكن أخرى غير تلك التي تعادي أوكرانيا”.

من جانبه، قال مستشار الرئيس الأوكراني إن الوفد الروسي في جوميل ببيلاوسيا يعلم أن لا فائدة من ذهابه.

وأمام هذه الاتهامات، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إطلاق صواريخ من أراضي بلاده على مواقع في أوكرانيا، لكنه قال: إنها “خطوة اضطرارية”.

وبعد ساعات من بدء العملية الروسية ضد أوكرانيا، عرض رئيس بيلاروسيا، الخميس الماضي، استضافة محادثات سلام بين البلدين في العاصمة مينسك، إلا أنه قال إن روسيا لن تجلس على طاولة محادثات إلا إذا استجابت أوكرانيا إلى جميع مطالب موسكو الأمنية.

وسبق أن استضافت العاصمة البيلاروسية مينسك توقيع أول اتفاق بين روسيا وأوكرانيا في 5 سبتمبر/أيلول 2014، إلا أنه لم يتم الالتزام به، بل خرق بعد ساعات فقط على توقيعه بسبب المعارك التي دارت في إقليمي لوغانسك ودونيتسك في منطقة دونباس.

وتم التوصل إلى اتفاق “مينسك 2” في 12 فبراير/شباط 2015، وكان من المفترض أن تنهي اتفاقات مينسك للسلام الصراع في شرق أوكرانيا، لكنها لم توقف القتال ولم تحل الأزمة.