أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الثلاثاء، أن الحزب لن يسلم سلاحه، معتبرًا أن ما تطلبه الولايات المتحدة من لبنان هو "أوامر تُمارس عبر الضغط باليد الإسرائيلية لتطبيقها"، في إشارة إلى المطالب الدولية بنزع سلاح الحزب وحصر القوة العسكرية بيد الدولة اللبنانية.
وقال قاسم في كلمة له إن "المبعوث الأميركي توم براك صرّح علنًا بأنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم، فكيف ترتضي الحكومة بذلك؟ إذا كان الجنوب نازفًا، فالنزف سيطال كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل"، على حد تعبيره.
وأضاف أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع قبل عام "يخصّ فقط جنوب الليطاني"، مشددًا على أن على إسرائيل "أن تخرج من لبنان وتُطلق سراح الأسرى"، معتبرًا أنه "لا استبدال للاتفاق ولا إبراء لذمة الاحتلال باتفاق جديد"، داعيًا إلى تنفيذ الاتفاق أولًا، ثم "فتح نقاش داخلي لبناني حول قوة لبنان وسيادته بعيدًا عن أي تدخل خارجي".
وتأتي تصريحات قاسم في وقت تسعى الحكومة اللبنانية لحصر السلاح بيد الدولة، تماشيًا مع الضغوط الأميركية والإسرائيلية، وهو ما تعتبره أوساط سياسية مقدمة لاحتمال تصعيد عسكري إسرائيلي واسع ضد معاقل الحزب المدعوم من إيران في الجنوب والبقاع.
من جانبه، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، الجمعة، التزام بلاده باتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 برعاية أميركية وفرنسية، لكنه أشار إلى أن إسرائيل لم تنسحب كليًا من الجنوب رغم مرور أكثر من عام على الاتفاق، إذ "لا تزال تحتل خمس تلال وتضاعف اعتداءاتها اليومية".
ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارات شبه يومية على الجنوب اللبناني، وسط استمرار وجودها في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، ما يُبقي التوتر الحدودي قائمًا رغم اتفاق وقف إطلاق النار.