كيف واجهت موسكو تطويق واشنطن والناتو لحدوها الجغرافية؟

كيف واجهت موسكو تطويق واشنطن والناتو لحدوها الجغرافية؟

دولي – مصدر الاخبارية

كيف واجهت موسكو تطويق واشنطن والناتو لحدوها الجغرافية؟، يرى كثيرون من المختصين العسكريين، أن الغزو الروسي لدولة أوكرانيا، ليس الأول من نوعه، حيث سبق لموسكو إطلاق تحركات عسكرية في بُلدان مجاورة، ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو.

وقال المختصون العسكريون، إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تساءل فيه: “هل يجب علينا النظر، مكتوفي الأيدي وغير مبالين، إلى مختلف النزاعات الداخلية في بعض الدول، وإلى فظائع الأنظمة الاستبدادية والطغاة وانتشار أسلحة الدمار الشامل؟ هل نستطيع النظر مكتوفي الأيدي إلى ما يجري؟ سأحاول الإجابة عن هذا السؤال، بالطبع، لا ينبغي لنا النظر مكتوفي الأيدي”، تضمن انتقادات لاذعة للولايات المتحدة، ودول الغرب، خاصة دول حلف شمال الأطلسي، الساعية لتمدد الحلف نحو حدود روسيا ومنها موسكو.

وعرّج الخبراء العسكريون، على خطاب الرئيس بوتين قبل 15 عاماً، بالمقارنة مع خطابه الذي ألقاه قبيل بدء موسكو بالغزو الروسي لأوكرانيا من دونباس، والذي أكد خلاله أن المواجهة بين روسيا والقوى القومية المتطرفة في أوكرانيا واقعة لا محالة، مؤكدًا أنه “لن يسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية”، مشيرًا إلى أن روسيا ما زالت متمسكة بموقفها في مواجهة أي تهديد أو تأثير للولايات المتحدة وحلف الناتو، خاصة في البلدان الواقعة عند حدودها، سيما وهذه ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها موسكو عسكريًا، في بلدان مجاورة، في وقت لم تتراجع فيه العاصمة واشنطن ودول الناتو أيضاً عن تطويق الحدود الروسية.

أقرأ أيضًا: الفيتو الروسي يُفشل قرار مجلس الأمن إدانة العملية العسكرية في أوكرانيا

يستذكر الخبراء العسكريون، أنه في السابع من شهر أب/أغسطس للعام 2008، اندلع نزاع مسلح في جمهورية أوسيتيا الجنوبية، المعترف جزئيًا بها في جنوبي القوقاز، وذلك بعدما شنت جورجيا هجوماً كاسحًا على عاصمة أوسيتيا الجنوبية، تسخينفالي، وحاولت فرض السيطرة على الجمهورية باعتبارها جزءًا مهمًا من أراضيها.

بعدها بيوم واحد فقط، أعلن الرئيس الروسي وقتها، ديمتري مدفيديف، إطلاق “عملية عسكرية لتطبيق السلام” في منطقة النزاع – في أوسيتيا وأبخازيا على البحر الأسود -، وضعت أوزارها في الـ12 من آب/أغسطس، بطرد القوات الجورجية من أراضي أوسيتيا الجنوبية وجمهورية أبخازيا، المعترف بها جزئياً أيضاً، وتُختم بسيطرة الجيش الروسي “موسكو” على عددٍ من البلدات والمدن الجورجية، وباعتراف موسكو بهما كدولتين مستقلتين.

آنذاك، تعهد الرئيس الروسي في موسكو، ديمتري مدفيديف، باحترام حياة المواطنين الروس وكرامتهم أينما وجدوا، إذ أن أوسيتيا وأبخازيا، يتكلم معظم السكان فيهما اللغة الروسية، ويحملون جواز سفر روسي. بعد ذلك، قام مدفيديف، في الـ16 من آب/أغسطس، مع رئيسي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا والرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، بالتوقيع على خطة لتسوية النزاع بين الأطراف.

روسيا تستعيد شبه جزيرة القرم
بعد أحداث جورجيا بعدة سنوات، تمت الاطاحة بالرئيس الأوكراني، الحليف لموسكو، فيكتور يانوكوفيتش، في الـ21 من شباط/فبراير 2014، عقب موجة احتجاجات شهدتها العاصمة الأوكرانية كييف، عرفت أنذاك بحركة “الميدان الأوروبي”، وجاءت نتيجة لتعليق الأخير التوقيع على اتفاقية شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي.

فيما انقسم السُكان وقتها، بين مؤيدٍ ومُعارض لهذه التحركات، التي وصفت بـ”الانقلاب”، وأعقبها احتجاجات في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، بهدف طلب علاقات أشد وثوقًا بروسيا، بينما تعددت التظاهرات في شبه جزيرة القرم من أجل احلال الارتباط بأوكرانيا والالتحاق بالاتحاد الروسي.

لم تهمل روسيا طلبات مواطني القرم، وسارعت إلى تنفيذها، لتُعلن انضمام الإقليم إلى أراضيها في الـ18 من آذار/مارس بعد سيطرة قوات موالية لها على شبه الجزيرة، وعقب استفتاء أجرته القرم، أعلن 96% من المشاركين تأييدهم لهذا الانضمام.

دعم روسيا لوكاشينكو في احتجاجات عام 2020
في بيلاروسيا، قامت روسيا بدعم الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، بتعزيز مواجهته للاحتجاجات غير المسبوقة، المنددة بإعادة انتخابه في التاسع من آب/أغسطس للعام 2020، وذلك عن طريق الاقرار بشرعية الانتخابات الرئاسية في البلاد، مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدة العسكرية أو غيرها من المساعدات لتطبيق القانون، على لسان الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين.

وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير لها تعقيبًا على تصريحات الرئيس الروسي، إلى أن تحذير بوتين بشأن امكانية تدخل روسيا لاستعادة النظام، يشير إلى “الدعم الكامل للوكاشينكو بقدر أقل من إرساله رسالة إلى الغرب، عبر رسالة مفادها إذا واصلت روسيا الضغط على بيلاروسيا، فسيكون لديها أوكرانيا أخرى بين يديها”.

وقتها وجه لوكاشينكو أصابع الاتهام للدول الغربية بالتدخل المباشر في الوضع بالبلاد، أمّا وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فخرج عن صمته واصفًا الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بـ “الثورة الملونة” التي تقدم الولايات المتحدة مساعدة تقنية إليها، عبر تأجيج التوترات واثارة الضغائن، لافتًا إلى أنه كان للثورة الملونة عدة أهداف، من بينها “تعطيل تكامل دولة الاتحاد مع روسيا، وتخريب العلاقات بين العاصمة موسكو ومينسك”.

جدير بالذكر أن الاحتجاجات حدثت في وقت كان حلف شمال الأطلسي يعمل على تحسين بنيته التحتية العسكرية، وتخزين المواد والوسائل التقنية والأسلحة والمعدات العسكرية بالقرب من حدود الدولة الروسية.

المصدر: الميادين نت

Exit mobile version