“تكتل وطني فلسطيني”.. هل تسعى “حماس” لإيجاد بديل لمنظمة التحرير؟

مع فصائل أخرى

خاص – مصدر الإخبارية

أثارت تصريحات أطلقها عدد من قادة حركة “حماس”، بشأن منظمة التحرير الفلسطينية، بعد انعقاد المجلس المركزي، في أوائل شباط (فبراير) الجاري، ردود فعل متسائلة حول إمكانات سعي بعض الفصائل على رأسها حماس، في إيجاد بديل لمنظمة التحرير خلال الفترة المقبلة.

وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، في تصريحات لـ “قناة الأقصى” إن “الحالة الفلسطينية لن تصبر طويلاً على اختطاف منظمة التحرير وأن الشعب الفلسطيني ذاهب لأكبر تجمع فلسطيني للتمسك بالثوابت واسترجاع منظمة التحرير من خاطفيها”.

كما قال رئيس “حماس” في الخارج، خالد مشعل، إن “حماس وبالتعاون مع الفصائل تستطيع أن تصوغ مشروعاً وطنياً”.

وكان المجلس المركزي الفلسطيني عقد في السادس والسابع من الشهر الجاري، الدورة 31 في رام الله، بمشاركة الرئيس محمود عباس، وفصائل عدة من منظمة التحرير، بينما قاطع كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة المبادرة الوطنية الدورة، فيما لم توجه دعوات لحركة “حماس” والجهاد الإسلامي لحضور الجلسة.

تكتل وطني فلسطيني لـ “إنقاذ المنظمة”

وتقول حركة حماس إن “هذه المواقف والتصريحات جاءت بعد الحالة غير المسبوقة من التفرد بالمنظمة، ومؤسساتها وقراراتها التي تمارسها القيادة الحالية للمنظمة والسلطة”.

وأوضح المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم في تصريح لمصدر الإخبارية، أن “أوْضَح صور هذه الحالة، عقد المجلس المركزي بهذه الطريقة بغياب كبرى الحركات الفلسطينية حركتي “حماس” والجهاد الإسلامي، وحتى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل الثاني في المنظمة لم تشارك”.

وتابع قاسم: “استشعرنا أن هناك خطراً كبيراً على المنظمة وحضورها السياسي والوطني، وهناك اختطاف حقيقي للقرار والمؤسسات سواء مؤسسات السلطة أو المنظمة من خلال التعيينات التي تحصل بهذه الطريقة”.

وأضاف: “يجب أن يكون هناك جهد وطني فلسطيني جماعي لإنقاذ المنظمة والحفاظ عليها من أجل إيجاد مسار إعادة بنائها لما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “الحديث يدور حول تشكيل تكتل وطني فلسطيني يدير حواراً جاداً وطنياً حيث يضع تصوراً للحفاظ على المنظمة وعدم السماح للقيادة الحالية باستمرار اختطافها وعدم استمرار التفرد فيها كما هو حادث الآن”.

وشدد على أن “هذا التكتل يحتاج لحوار ونقاشات بين الفصائل الفلسطينية ووضع تصورات ووضع برامج عمل”، مجدداً التأكيد على أن “الحديث يدور عن جهد وطني مشترك مع الفصائل الحقيقية الوازنة على الأرض من أجل الحفاظ على المنظمة كخطوة أولى من أجل إعادة بنائها وإصلاحها بما تضمن مشاركة الكل الفلسطيني”.

فتح تدعو حماس لمراجعة التاريخ

من جهتها أكدت حركة فتح أن “حركة حماس تحاول الآن أن تخلق بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية”.

وقال القيادي في الحركة د. عبد الله عبد الله في تصريحات لـمصدر الإخبارية”: “أدعو حركة حماس لمراجعة مع حدث في عام 1983 عندما تشكلت جبهة الإنقاذ في ذلك الحين كمحاولة لتكون بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية”.

وأضاف بأن “شعبنا أقوى من أن طغمة لا همّ لها إلا الهم الحزبي الفصائلي بأن يقرر مصيره، وخاصة أن في كثير من الأحيان يأتي قرارهم من خارج الإطار الفلسطيني”.

لا يوجد أي فصيل قادر على إيجاد بديل للمنظمة

بدوره، يقول المحلل والكاتب السياسي، مصطفى إبراهيم: إنه لا يعتقد بأن قادة حركة “حماس” يقصدون بهذه التصريحات إيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف إبراهيم في تصريح لمصدر الإخبارية، أنه لا يوجد أي فصيل فلسطيني قادراً على إيجاد بديل لمنظمة التحرير، لـ “أنها ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولديها اعتراف عربي ودولي”.

وأشار إلى أن تجارب كانت في السابق ومحاولات لإيجاد بديل لمنظمة التحرير، إلا أنها باءت جميعها بالفشل، مضيفاً أن “ما يقصده الحية ومسؤولو حماس، إيجاد تجمعات للضغط على القيادة الفلسطينية، لكي يتم إعادة بناء منظمة التحرير، أما أي تجمع أو بديل لمنظمة التحرير، مصيره الفشل”.

ويضيف: أن “بعض فصائل منظمة التحرير حتى التي لديها بعض المواقف المشتركة مع “حماس” كـ “الجبهة الشعبية”، بالإضافة إلى المبادرة الوطنية والمؤسسات والشخصيات المستقلة لا يسعون إلى إيجاد بديل بالرغم من الحالة السيئة للمنظمة”.

وشدد إبراهيم على أنه يجب أن “يكون هناك حوار وطني شامل، ولا يجب على حماس أن تذهب بعيداً في مطالباتها فيما يتعلق بالمنظمة، وعلى الرئيس محمود عباس التراجع عن قراراته التي اتخذت في المجلس المركزي”.

إقرأ/ي أيضاً  حركة حماس تستنكر تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي بشأن القدس