طبيبة نرويجية تصف تجربتها في غزة: ما رأيته يفوق أفلام الرعب

31 أكتوبر 2025 03:42 م

غزة- مصدر الإخبارية

وصفت الطبيبة النرويجية نيل إكيز تجربتها في قطاع غزة بأنها "تفوق كل تصور بشري"، مؤكدة أن ما عاشته في مستشفى ناصر بخان يونس كان أشبه بـ"كابوس حيّ"، وأن مشاهد الدمار والمعاناة ستبقى محفورة في ذاكرتها إلى الأبد.

وقالت إكيز، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إنها دخلت غزة ضمن بعثة طبية نرويجية في سبتمبر الماضي، لتجد نفسها وسط "مدينة أشباح مدمّرة بالكامل"، مضيفة: "كنا نسير بين الركام، نرى أطفالًا حفاة يشيرون إلى أفواههم من شدة الجوع، ونساءً يبحثن عن فتات الطعام وسط الأنقاض".

وأشارت الطبيبة إلى أن مستشفى ناصر، الذي يستوعب في العادة 340 مريضًا، كان يضم أكثر من 800 مصاب في وقت واحد، معظمهم من ضحايا القصف والشظايا. وأضافت: "كثيرون كانوا ينامون على الأرض أو في الممرات، فيما اضطررنا لإجراء عمليات كبرى دون تخدير كافٍ بسبب النقص الكارثي في الأدوية والمستلزمات الطبية. حتى الحصول على قرص باراسيتامول كان أمرًا شبه مستحيل".

وذكرت أن مرضى الأمراض المزمنة تُركوا للموت في الخيام بسبب غياب العلاج، وأن الطواقم اضطرت إلى إخراج بعض المرضى لإنقاذ آخرين في وضع حرج نتيجة الاكتظاظ الشديد.

وأوضحت إكيز أن نحو ثلث ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال، وفق ما أكده طبيب شرعي خلال فترة عملها بالمستشفى. وأضافت بأسى: "رأيت أطفالًا في العناية المركزة برؤوس مهشمة، وآخرين أصيبوا أثناء بحثهم عن الطعام في نقاط التوزيع. ضعف التغذية وسوء النظافة جعلا الجروح تتحول إلى مصدر للموت البطيء".

وتحدثت الطبيبة عن الحالة المأساوية للطواقم الطبية قائلة: "الأطباء يعملون بلا راحة ولا طعام كافٍ. بعضهم فقد 15 إلى 20 كيلوغرامًا من وزنه بسبب الجوع، وآخرون يحقنون أنفسهم بالمحاليل الوريدية ليستطيعوا مواصلة العمل. كثير منهم فقد عائلته بالكامل، ومع ذلك يعود كل صباح لإنقاذ الأرواح".

وأكدت أن ما يحدث في غزة "لا يمكن أن يُبرر تحت أي ذريعة عسكرية"، مضيفة: "حين يشكل الأطفال ثلث القتلى، فهذا يعني أن هناك استهدافًا متعمدًا، لا مجرد خطأ في الحرب".

وشددت الطبيبة النرويجية على أنها تعتزم العودة إلى غزة مطلع العام المقبل، مشيرة إلى أن "الشهادة على ما يجري هناك واجب أخلاقي وإنساني"، مضيفة: "سأواصل نقل الحقيقة إلى العالم، لأن نسيان هذه المأساة جريمة أخرى".

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر واسعة في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 239 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض أو في أماكن مجهولة.

وأدت الحرب إلى تشريد مئات الآلاف وتفشي المجاعة والأمراض، في ظل حصار خانق ومنع دخول الغذاء والدواء والماء، فيما تحولت مدن بأكملها إلى ركام، وسط صمت دولي وتجاهل لقرارات محكمة العدل الدولية الداعية إلى وقف الإبادة.

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك