بدأت وسائل إعلام إسرائيلية ومسؤولون في حكومة الاحتلال، حملة تصريحات وتصعيد إعلامي، اليوم الأحد، تزعم "خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار" من قِبل حركة حماس، وذلك على خلفية حدث أمني غامض في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تتضح تفاصيله حتى الآن.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي يتابع تقييم الوضع، قال إن جيش الاحتلال يستعد حالياً لـ"مجموعة ضربات" ضد حماس.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الحدث تمثل في استهداف آليات هندسية إسرائيلية شرق رفح بصواريخ مضادة للدروع، تلاه إطلاق نار على آلية ثانية، وسط تقارير عن عملية قنص في نفس المنطقة.
وتذرعت إسرائيل بأن هذا الحدث "يمثل خرقًا خطيرًا" لاتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة أنه يهدد مستقبل الاتفاق برمّته.
إذاعة جيش الاحتلال نقلت عن مصدر عسكري إسرائيلي أن المشاورات الأمنية الطارئة التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع قادة الجيش والشاباك، قد تُفضي إلى إصدار أوامر بشن ضربات ضد أهداف لحركة حماس.
في المقابل، أكدت مصادر محلية في رفح أن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارات مكثفة على الأطراف الشرقية للمدينة، بالتزامن مع الحدث الأمني المزعوم، في محاولة – بحسب تلك المصادر – لحماية ميليشيات محلية تتبع لياسر أبو شباب، والذي يعمل بالتنسيق مع قوات الاحتلال في المنطقة.
كما أفاد مصدر أمني في حركة حماس، لوسائل إعلام محلية، أن جهاز "رادع" الأمني التابع للمقاومة كان بصدد تنفيذ مهمة أمنية تستهدف مخبأ ياسر أبو شباب شرقي رفح، وهي العملية التي حاول الاحتلال عرقلتها بالتدخل العسكري.
ردًا على الاتهامات، نفى القيادي في حركة حماس عزت الرشق أي خرق من جانب الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الاحتلال هو الطرف الذي يواصل ارتكاب الخروقات الميدانية، منذ اللحظة الأولى لسريان الاتفاق.
وقال الرشق: "الاحتلال يختلق الذرائع لتبرير جرائمه، ويحاول التنصل من التزاماته أمام الوسطاء"، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تخضع لضغوط من ائتلافها المتطرف الذي يدفع نحو استئناف العدوان.
من جهته، دعا وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إلى استئناف القتال ضد غزة بكامل القوة، معتبرًا أن "حماس تشكّل خطرًا دائمًا ولا يمكن الوثوق بها".
وفي تغريدة مقتضبة، كتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: "الحرب"، في إشارة مباشرة إلى رغبته باستئناف العمليات العسكرية.
في السياق ذاته، قالت وزيرة الكابينت أوريت ستروك: "هجوم حماس على قواتنا في رفح ليس خرقًا... بل إعلان صريح بانعدام وجود اتفاق"، داعية إلى الحسم العسكري.
كما صرّح زعيم حزب "إسرائيل بيتنو"، أفيغدور ليبرمان، بأن "الرد الوحيد على حماس هو القوة والجدار الحديدي".
وتأتي هذه الاتهامات الإسرائيلية في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل ممنهج.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد ارتكب الاحتلال 47 خرقًا موثقًا منذ بدء الهدنة، شملت إطلاق نار مباشر، قصفًا، واعتقال مدنيين، وأسفرت عن استشهاد 38 فلسطينيًا وإصابة 143 آخرين بجراح متفاوتة.
وأشار المكتب في بيان له إلى أن الاحتلال لا يزال يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم النص الصريح في الاتفاق على إدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا تحمل مستلزمات غذائية وطبية وإغاثية.