في اليوم الثاني من الهدنة بين باكستان وأفغانستان، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الخميس، أن "الكرة في ملعب طالبان" لتحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى اتفاق دائم يُنهي العنف على الحدود بين البلدين.
وقال شريف خلال اجتماع حكومي عقد الأربعاء: "وافقنا على وقف موقت لإطلاق النار يستمر 48 ساعة"، مضيفًا: "إذا كانت طالبان راغبة في حل المشاكل وتلبية مطالبنا الحقيقية، فنحن مستعدون للتعاون معها. الكرة في ملعبهم الآن".
وتأتي تصريحاته بعد اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت أسبوعًا على طول الحدود المشتركة، أسفرت عن مقتل عشرات من الجنود والمدنيين من الجانبين، قبل أن يبدأ تنفيذ هدنة إنسانية مدتها يومان اعتبارًا من الأربعاء.
وتشهد المناطق الحدودية الباكستانية منذ أشهر تصاعدًا في الهجمات المسلحة ضد القوات الأمنية، تتهم فيها إسلام أباد حركة طالبان باكستان بالوقوف وراءها، وتقول إن كابل تؤوي قادتها ومقاتليها، وهو ما تنفيه الحكومة الأفغانية.
وتفاقم التوتر الأسبوع الماضي بعد سلسلة انفجارات في أفغانستان، بينها انفجار في العاصمة كابل، ألقت السلطات الأفغانية باللوم فيها على باكستان. وجاءت تلك الأحداث بالتزامن مع زيارة نادرة لوزير الخارجية الأفغاني إلى الهند، الخصم التقليدي لإسلام أباد.
وردًا على التفجيرات، شنت قوات طالبان الأفغانية هجومًا قرب الحدود، ما دفع الجيش الباكستاني إلى التعهد بـ"رد قوي" على أي اعتداء جديد.
ويهدف وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف نزيف الدماء وتهيئة الأجواء لمحادثات سياسية قد تفتح الباب أمام سلام دائم بين البلدين، في ظل دعوات باكستانية متكررة لطالبان إلى منع استخدام الأراضي الأفغانية كمنصة لهجمات عبر الحدود منذ عودتها إلى السلطة في كابل عام 2021.