تتواصل المباحثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة في منتجع شرم الشيخ المصري، بمشاركة وفود من حركة حماس وإسرائيل والوسطاء الدوليين، وسط أجواء وُصفت بأنها "إيجابية ولكن معقدة"، بسبب تباين المواقف بين الطرفين حول قضايا الانسحاب والرهائن وضمانات التنفيذ.
وقالت مصادر مطلعة إن وفد حركة حماس يركز على ضمان التزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه، وخاصة ما يتعلق بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب شامل من قطاع غزة، في حين تتمسك إسرائيل بالإبقاء على قواتها داخل ما يسمى بـ"الخط الأصفر"، الذي يمثل حدود الانسحاب الأولي وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضافت المصادر أن حماس عرضت موقفها بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وتحديد جدول زمني واضح للانسحاب، معربة عن مخاوفها من احتمال تنصل إسرائيل من أي التزامات لاحقة بعد بدء تنفيذ الاتفاق.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله إن المفاوضات تركز في مرحلتها الأولى على ملف الرهائن، ومنح حماس بضعة أيام لإتمام هذه العملية، مؤكداً أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتجاوز "الخط الأصفر" في هذه المرحلة. وأوضح أن أي انسحاب أوسع سيُربط بتلبية حماس لشروط محددة تتعلق بنزع السلاح وضمان الأمن.
وأفاد مسؤول فلسطيني مطلع على سير المحادثات بأن الجولة الحالية من المتوقع أن تستمر عدة أيام، مرجحاً صعوبة الوفاء بالمهلة البالغة 72 ساعة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإفراج عن جميع الرهائن، خصوصاً في ظل وجود جثث ما زالت تحت أنقاض الدمار في مختلف أنحاء القطاع.
ويضم الوفد الإسرائيلي مسؤولين من جهازي الموساد والشاباك (الأمن الداخلي)، ومستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية أوفير فالك، إضافة إلى المنسق المعني بشؤون الرهائن غال هيرش. ويتوقع أن ينضم وزير الشؤون الاستراتيجية وكبير المفاوضين الإسرائيليين رون ديرمر لاحقاً إلى المحادثات.
من جانبها، يترأس وفد حركة حماس خليل الحية، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، في أول زيارة له إلى مصر منذ نجاته من غارة إسرائيلية استهدفته في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.
وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن الولايات المتحدة أرسلت المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر إلى المباحثات، مشيرة إلى أن الجانبين "يراجعان قوائم الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن الصفقة المحتملة".
وقال مصدر في حماس للوكالة ذاتها إن إحدى القضايا الخلافية الجوهرية تتمثل في المطلب الإسرائيلي، الذي ورد في خطة ترامب، بنزع سلاح الحركة، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع قبل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
يرى مراقبون أن مباحثات شرم الشيخ تمثل مرحلة مفصلية في مسار الحرب على غزة، إذ تسعى الأطراف الدولية إلى تحقيق تقدم ملموس في ملف الرهائن ووقف إطلاق النار، بما يمهد لمرحلة تفاوض سياسي أوسع قد تشمل إعادة إعمار القطاع وترتيبات ما بعد الحرب.
غير أن استمرار الخلاف حول الانسحاب الإسرائيلي ونزع سلاح المقاومة يجعل فرص التوصل إلى اتفاق شامل لا تزال محدودة، رغم ما يوصف بـ"الزخم الإيجابي" في الجهود الأميركية والمصرية.