القهوة

إيطاليا تقدم طلبا لتسجيل قهوة الإسبريسو على قائمة اليونسكو للتراث

وكالات-مصدر الإخبارية

أرسلت وزارة الزراعة طلبا للجنة اليونسكو الوطنية لتسجيل قهوة الإسبريسو ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وينبغي على اللجنة تقديم الطلب بحلول 31 مارس/آذار إلى مقر الوكالة في باريس.

وأدرجت اليونسكو عددا كبيرا من التقاليد الإيطالية على قوائم التراث، بدءا من قطف الكمأ وصولا إلى فن تحضير البيتزا في نابولي، ومرورا بحمية البحر الأبيض المتوسط وصناعة الكمان في كريمونا.

و لا تقتصر قهوة الإسبريسو على كونها مجرد جرعة قوية من الكافيين، إذ تشكل طقسا اجتماعيا وثقافيا ينظر إليه على أنه كنز وطني تسعى إيطاليا إلى إدراجه على قائمة التراث غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ويحتسي الإيطاليون 30 مليون جرعة إسبريسو يوميا في فناجين من الخزف أو في أكواب صغيرة، مع إضافة القليل من الحليب أو من دونه.

تسجيل الإسبريسو

ويوضح معهد الإسبريسو الإيطالي -الذي تأسس عام 1998 لتثبيت القواعد المعتمدة لتحضير هذه القهوة- أن فنجان الإسبريسو المحضر على الأصول يجب أن يضم حوالى 25 ملليلترا من القهوة، وعلى مذاقه أن يكون قويا وأن يعبق بروائح الزهر والفاكهة والشوكولا والخبز المحمص.

ويشير إلى ضرورة أن تكون نكهة الإسبريسو في الفم قوية مع درجة مقبولة من المرارة، من دون إغفال الكريمة ذات اللون البندقي المائل إلى الأسود مع انعكاسات بنية على الوجه.

وتؤكد أنا ماريا كونتي -وهي معلمة متقاعدة تبلغ 70 عاما وزائرة دائمة لمقهى “غامبرينوس” الذي يقع قرب دار أوبرا “سان كارلو” الشهير- أن شرب قهوة “طقس مقدس إلى حد ما”.

ويرغب البعض، أثناء الدردشة مع جيرانهم، في أكل قطعة صغيرة من البيتزا وهم يحتسون الإسبريسو أو تناول كرات من العجين المقلي المغطى بالسكر.

يعود روساتي فيقول “عندما أسافر، أرى الأشخاص ينتظرون في طوابير لشراء القهوة، يقفون وراء بعضهم البعض ويستعملون هواتفهم الذكية أو يجلسون بمفردهم في إحدى الزوايا ويقرؤون كتابا. إن الأمر لا يحدث بهذه الطريقة هنا”.

ويخبر عن “عادة لا تزال معتمدة في مناطق معينة من نابولي” ويقول “عندما تزور شخصا ما عليك إلا أن تحضر القهوة والسكر بدل الحلوى أو الأزهار”.

براءة اختراع

وحصل أنجيلو موريوندو من مدينة تورينو عام 1884 على براءة اختراع أول آلة لتحضير الإسبريسو، أما الشخص الذي يقف خلف الإنتاج الضخم لهذه الآلة فهو ديزيديريو بافوني من ميلانو.

وأصبحت قهوة الإسبريسو شائعة بسرعة في البلاد من شمالها إلى جنوبها، في ظل اختلافات بسيطة في تحضيرها أو تقديمها بين المناطق.
وتتذوق يائيل ليسين-ديفيس، وهي سائحة من أصل بريطاني (28 عاما)، إسبريسو “موريتو” المغطى برغوة الحليب وبودرة الكاكاو بمقهى “سانت أوستاشيو” القريب من معلم البانتيون، وتقول “لدي الكثير من ذكريات الطفولة المرتبطة بهذا المكان الذي كنت أزوره لاحتساء القهوة، إنه فعلا جيد”.

ويرى ريموندو ريتشيصاحب المقهى، أن فنجانا صغيرا من الإسبريسو لديه القدرة على درء الشعور بالوحدة حتى عندما يشربه الشخص بمفرده، لافتا إلى أن رائحة هذه القهوة من شأنها أن تذكر أشخاصا كثيرين بـ “ذكريات جميلة”.

وتشمل ثقافة الطعام المدرجة على قائمة اليونسكو ثقافة وتقليد القهوة التركية.

وأصت هيئات استشارية في اليونسكو لعام الماضي، بإدراج البندقية الإيطالية على قائمة التراث العالمي المهدد بسبب الأنشطة السياحية الكثيفة التي تهدد بألا تظل هذه المدينة -التي تعد قبلة للسياح- على حالها بسبب تغيرات تشهدها.

Exit mobile version