“صراع على التركة”.. إعلام عبري يتحدث عن سيناريوهات وضع الضفة بعد عباس

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية
ذكر تقرير إعلامي عبري أن “إسرائيل” تنظر بعين الريبة والقلق إلى تراجع شعبية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والتداعيات على الساحة الفلسطينية في اليوم الذي قد يلي عهد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مشيراً إلى “تحذيرات أمنية من صراع على تركة الرئيس الفلسطيني قد يتحول إلى فوضى مسلحة سرعان ما تنتقل إلى إسرائيل”.
ويرى المحلل العسكري في موقع “واينت” العبري، رون بن يشاي، أن المحاور الثلاثة الأبرز التي تسيطر على الساحة الفلسطينية في هذه المرحلة: مساعي حماس لبسط نفوذها في الضفة؛ وتراجع الدعم الشعبي والشرعية التي تحظى بها السلطة الفلسطينية تحت قيادة عبّاس وإضعاف أجهزتها الأمنية؛ واستعداد القوى الفلسطينية لغياب عبّاس عن الساحة السياسية.
في حين يقدّر بن يشاي أن السيناريو الأسوأ الذي يثير قلق المسؤولين في إسرائيل هو تحول المعركة على قيادة السلطة في اليوم الذي سيلي محمود عباس، “إلى فوضى عنيفة سرعان ما تنتقل إلى إسرائيل وتعطل حياة المستوطنين في الضفة”.
وفي هذا الشأن يقول بن يشاي: “هذه الفوضى ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في الضفة وستؤدي إلى انهيار حركة فتح وتحول التنظيم إلى مجموعات مسلحة تعمل لصالح القادة المحليين الأمر الذي سيسمح لحماس بالاستيلاء على السلطة وسيحبط أي فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني”.
ويشدد المحلل على أنه رغم وجود سيناريوهات “أقل سوءًا لما سيحدث في اليوم التالي لغياب محمود عباس عن الساحة”، إلا أن الحكومة الإسرائيلية، في ظل تقديرات الشاباك وشعبة الاستخيارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (“أمان”)، ترى أن سيناريو “الفوضى” المذكور أعلاه “ممكن؛ ويجب فعل أي شيء لإحباطه”.
ويوضح أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على محورين لمنع حدوث هذا السيناريو، الأول هو تعزيز السلطة الفلسطينية من خلال خطوات مشتركة مع قيادتها لتحسين الوضع الاقتصادي وجودة حياة الفلسطينيين في الضفة بهدف تعزيز التأييد الشعبي لمحمود عباس وسلطته”.
كما ويعتبر أن هذه الخطوات “ستكون حافزا للسلطة أجهزتها الأمنية للسيطرة على التيار المركزي في حركة فتح، خاصة في مخيمات اللاجئين والمؤسسات السياسية لحركة فتح”، ورأى أن ذلك “تحسين الرفاه الاقتصادي والاجتماعي سيكون حافزا لكبح جماح العناصر العنيفة (على حد تعبيره) التي ستحاول الاستيلاء على القيادة، وسيساهم بنقل منظم للسلطة بين سياسيي حركة فتح”.
ويشير إلى أن المحور الثاني الذي تعمل عليه الحكومة الإسرائيلية، والذي اعتبره بن يشاي “أكثر أهمية”، يتمثل بالسعي الإسرائيلي لـ”خلق ظروف لانتقال سلس للسلطة تتقسم به تركة أبو مازن (رئاسة منظمة التحرير، ورئاسة السلطة، ورئاسة حركة فتح) على اثنين أو ثلاثة من رفاقه”.
ويضيف: “لا يوجد شخص واحد في حركة فتح وخارجها في السلطة الفلسطينية يمكن أن يخلف عباس الذي ورث ياسر عرفات بسلاسة. لذلك، يفكر كبار المسؤولين في حكومة بينيت ومسؤولون أمنيون في إسرائيل، إلى جانب شخصيات بارزة في حركة فتح، في تشكيل مجموعة قيادية يتشارك أعضاؤها دون نزاع المناصب التي يشغلها عباس حاليًا”.
ويبيّن أن الهدف من تشكيل هذه المجموعة هو العمل بتناغم يسمح للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بمواصلة عملها ويعطي المجال لحركة فتح للتعافي؛ لفترة انتقالية على الأقل”. وادعى بن يشاي إلى أن عبّاس “يؤيد هذه الفكرة بشرط تكوين هذه المجموعة من مقربيه”.
ويتابع: “تحركات تجري مختلفة واتصالات شخصية، والغرض منها تحديد” هوية “الورثة” من الأشخاص المقربين من الرئيس الفلسطيني، وتمهيد الطريق أمامهم ووضعهم في موقع متقدم لضمان فوزهم “عندما يبدأ السباق على السلطة”.
في السياق يطرح المحلل العسكري اسمي حسين الشيخ وماجد فرج، مشدداً على أنه “لا شيء نهائي حتى الآن، وأنه في جميع الأحوال لا تستطيع إسرائيل دعم الشخصيات الفلسطينية التي تهتم بها علناً”.
اقرأ أيضاً: صحيفة عبرية: حسين الشيخ لن يكون خليفة عباس لهذا السبب