السلطة الفلسطينية جزء من نظام الأبارتهايد الإسرائيلي

بقلم الكاتب/ زكريا محمد
النقطة الأهم في تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي) في نظري أنه شخص الصراع الفلسطيني مع إسرائيل باعتباره صراعا شاملا للأرض الفلسطينية كلها، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينين خارج هذه الأرض. فنظام الأبارتهايد الإسرائيلي يطال ال 13 مليون فلسطيني أينما وجدوا.
بذا فهو لم يعرف الصراع كما تعرفه السلطة باعباره صراعا يخص الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن هذه الزاوية فهو يمثل نقطة أخرى تدفع نحو وحدة الحركة الفلسطينية كلها في مواجهة الغزوة الصهيونية ونظام الأبارتهايد الذي أفرزته.
لكن ما لم يقله التقرير، وليس مطلوبا منه أن يقوله، هو أن السلطة الفلسطينية تحولت إلى جزء من نظام الأبارتهايد ذاته. فعبر علاقتها الأمنية والسياسية مع إسرائيل، وعلاقة رموزها الواضحة بالاقتصاد الإسرائيلي، فهي تشكل غطاء لهذا النظام، وتظهره كصراع جزئي قابل للحل من خلال ما تسميه عملية التسوية. لهذا فأكبر هموم إسرائيل هذه الأيام هو أن تنهار هذه السلطة التي تغطي نظام نظام الأبارتهايد.
عليه، يمكن القول أن وجود السلطة ساهم بشدة في تأخير كشف نظام الأبارتهايد الإسرائيلي من قبل الرأي العام العالمي. فوجودها يعطي الانطباع بصراع جزئي يمكن حله بهذا الشكل أو ذاك. وهو ما يؤدي إلى تقليص مدى الصراع الفعلي وتغييب طابعه الأساسي.
السلطة الفلسطينية جزء من نظام الأبارتهايد، وغطاء جيد له.
ووجودها يمنع الشعب الفلسطيني من الاشتباك بشكل واسع ومنظم مع هذا النظام.